خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
الحديث حول مبادرات السلام بشكل عام حديث فاشل ولا يجدي نفعا ، والشارع اليمني جميعه يدرك ذلك منذ أن تمردت عصابة الحوثي على الدولة وقادت ستة حروب ضدها ، حينما بدأ التحالف الحديث عن السلام مع الحوثي وقاد معه الشرعية إلى ذلك ، بدأ طريق الفشل ، لأن قادة هذه العصابة ليسوا دعاة سلام بشهادة تاريخهم المثقل بالدماء .
تريد عصابة الحوثي الإرهابية أن توصل رسالة لكل اليمنيين أنه ما من خيار أمامهم غير القبول بها ، فالحوثيون لا يريدون سلاما مع اليمنيين ولا يريدون إقناعهم بأن يقبلوا بوجودهم وبأن يعيشوا وسطهم ، لأنهم يعلمون أن وجودهم بينهم هو خارج سياق التاريخ والمنطق ، وأنهم جاؤا بالقوة وسيعيشون بالقوة ويموتون بها .
لقد حدد الحوثي موقفه من اليمنيين وماذا يريد منهم ، فهو يريد أن يحكمهم نائبا عن الله وهو السيد وهم العبيد ، وبالتالي يرفض أن يتنازل عن هذا المطلب ، لأنه يتمتع بغطاء أمريكي إيراني ويدرك أنه حجر الأساس في مشروع الهلال الشيعي ، لهذا السبب يرفض كل مبادرات السلام المقدمة له .
كان الحوثيون واضحين في ردودهم على مبادرات السلام ، وكانت رسالتهم واضحة ، أن خيار الحرب مقدم على السلام ، وأن من يريد السلام بعد ذلك أو يفكر به ، فعليه عدم تجاهل هذه الحقيقة وضبط البوصلة على ما يريده الحوثي .
لقد ذهب الوفد العماني إلى صنعاء محمولا على بساط التفاؤل وكأننا نجهل الحوثي وفي الوقت نفسه ، نجهل العلاقة الحميمية بين الحوثي والقيادة العمانية ، فهل نستطيع القول ، إننا اصطدمنا بالحقيقة التي يصر الجميع على تجاهلها .
السلام في اليمن لن تأتي به أمريكا ولا التحالف ، لأن التحالف أداة من أدوات أمريكا ، ولن تأتي به عمان ، فهي الحبل السري الذي يغذي الحوثي بالسلاح والمال الذي يأتي عبرها من دول عدة ، إذا أردتم السلام ، فلن يكون إلا عن طريق فتح جميع الجبهات في وقت واحد ، فإذا فتحت جميع الجبهات في آن واحد فإن الحوثي سيأتي إلى السلام وهو صاغر .