الحديث عن السلام مع الحوثي حديث فاشل

الحديث حول مبادرات السلام بشكل عام حديث فاشل ولا يجدي نفعا ، والشارع اليمني جميعه يدرك ذلك منذ أن تمردت عصابة الحوثي على الدولة وقادت ستة حروب ضدها ، حينما بدأ التحالف الحديث عن السلام مع الحوثي وقاد معه الشرعية إلى ذلك ، بدأ طريق الفشل ، لأن قادة هذه العصابة ليسوا دعاة سلام بشهادة تاريخهم المثقل بالدماء .

تريد عصابة الحوثي الإرهابية أن توصل رسالة لكل اليمنيين أنه ما من خيار أمامهم غير القبول بها ، فالحوثيون لا يريدون سلاما مع اليمنيين ولا يريدون إقناعهم بأن يقبلوا بوجودهم وبأن يعيشوا وسطهم ، لأنهم يعلمون أن وجودهم بينهم هو خارج سياق التاريخ والمنطق ، وأنهم جاؤا بالقوة وسيعيشون بالقوة ويموتون بها .

لقد حدد الحوثي موقفه من اليمنيين وماذا يريد منهم ، فهو يريد أن يحكمهم نائبا عن الله وهو السيد وهم العبيد ، وبالتالي يرفض أن يتنازل عن هذا المطلب ، لأنه يتمتع بغطاء أمريكي إيراني ويدرك أنه حجر الأساس في مشروع الهلال الشيعي ، لهذا السبب يرفض كل مبادرات السلام المقدمة له .

كان الحوثيون واضحين في ردودهم على مبادرات السلام ، وكانت رسالتهم واضحة ، أن خيار الحرب مقدم على السلام ، وأن من يريد السلام بعد ذلك أو يفكر به ، فعليه عدم تجاهل هذه الحقيقة وضبط البوصلة على ما يريده الحوثي .

لقد ذهب الوفد العماني إلى صنعاء محمولا على بساط التفاؤل وكأننا نجهل الحوثي وفي الوقت نفسه ، نجهل العلاقة الحميمية بين الحوثي والقيادة العمانية ، فهل نستطيع القول ، إننا اصطدمنا بالحقيقة التي يصر الجميع على تجاهلها .

السلام في اليمن لن تأتي به أمريكا ولا التحالف ، لأن التحالف أداة من أدوات أمريكا ، ولن تأتي به عمان ، فهي الحبل السري الذي يغذي الحوثي بالسلاح والمال الذي يأتي عبرها من دول عدة ، إذا أردتم السلام ، فلن يكون إلا عن طريق فتح جميع الجبهات في وقت واحد ، فإذا فتحت جميع الجبهات في آن واحد فإن الحوثي سيأتي إلى السلام وهو صاغر .

مقالات الكاتب