السلام من أجل رغيف الخبز

 كافة التقارير الإنسانية الدولية بمختلف مسمياتها تشير إلى أن الوضع الإنساني في اليمن على أعتاب فقدان السيطرة عليه  ،  فتلك التقارير تشير إلى أن ما يقارب ال 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر و في ظل إنعدام تام للخدمات و غياب التنمية مع إستحالة أن يكون هناك أي إصلاحات إقتصادية مستقبلاً مع إستمرارية الصراع السياسي و العسكري الممتد منذ أكثر من سبع سنوات ..

  خلال السنوات الماضية من عمر الحرب فشلت الأطراف المتصارعة في حسم الأمر عسكرياً و سياسياً و إقتصادياً ، و مع إستمرارية ذلك الفشل يتم إطالة أمد الحرب و بالتالي زيادة معاناة المواطن ، فالحرب تعني تدهور العملة و غلاء المعيشة و إنقطاع المرتبات إنعدام في التنمية و الخدمات ..

   الشعب لم يعد يكترث أو يترقب لمن يحسم الأمر و يسيطر على الوضع في البلاد ، و أصبح جل إهتمامه منصب في مراقبة جهود السلام و وقف الحرب آملاً في رفع المعاناة التي أثقلت كاهله .. كما أن الأطراف المتصارعة لم تحقق في مناطق سيطرتها نموذجاً يحتذى به لكي يأمل في هذا الطرف أو ذاك ، فالمعاناة هي نفسها في مناطق الحوثيين و مناطق الشرعية و كذلك المجلس الإنتقالي .. إضافة إلى أن جهود السلام التي تبعثرت مؤخراً أثبتت أن تلك الأطراف جعلت من مصالحها و مصالحها الأطراف الخارجية أولوية تسبق مصالح الشعب .. 

    في عدن العاصمة السياسية و الإقتصادية مقر الحكومة الشرعية و وزارتها و مقر التحالف و عملياته و مقر المجلس الإنتقالي الجنوبي و  موطن النازحين و منظماتهم الدولية  ، ومع ذلك كله يعاني سكانها الويلات ،  تصل فيها درجة الحرارة إلى مستويات قياسية مرتفعة و لا كهرباء فيها ، تحتضن البنك المركزي و إدارته و موظفيه و الرواتب منقطعة  ، و كثير من المعاناة الأخرى ، لكن الطامة الكبرى هي في هذه الأيام التي يغيب و ينعدم فيها رغيف الخبز في سابقة تعد الأولى من نوعها فلم يحدث ذلك على مر التاريخ ..

   في ظل إنعدام و غياب رغيف الخبز عن أفواه و بطون الشعب فعلى الأطراف أن تتخلى و لو عن أجزاء من مصالحها و مصالح داعميها و كفلائها لتحقيق سلام يضمن وجود رغيف الخبز للشعب و الا فليستعدوا لثورة الشعب (الجياع) و التي لن تبقي لهم أثر و لا مصلحة و لا لكفلائهم ، و ليتذكروا ماري أنطوانيت مع رغيف الخبز و الذي بسببه حطم الشعب أسوار قصر الأليزيه ، و لتكن تلك القصة لهم عبرة و مثل ..

جمال لقم 
18 يونيو 2021م

مقالات الكاتب

أكتوبر يا عيد الثورة

 لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...

بعد السكرة !

 خذوها مني بلا يمين يا أن أصحابنا في المجلس الإنتقالي ماهم داريين على أيش وقعوا ، و خذوها مني ب...