في ذكرى إندلاعها.. الحرب اليمنية بين الإثنية و الوطنية

ذات يوم قال الرئيس هادي أن عمران رجعت إلى حضن الدولة ، و ذلك عقب حرب شنتها المليشيات الحوثية للسيطرة على م/ عمران ، و كان هادي قد تناسى حرب و حصار الحوثيين لدماج قبلها و السيطرة عليها ، كذلك الحال بالنسبة للرئيس السابق صالح فقد تحالف مع الحوثيين من باب صد العدوان حد قوله ، متناسياً ستة حروب خاضها ضدهم و بقي حال الحوثيين كما هو..

 

    ما أردت قوله أن الحوثيين جماعة إثنية سلالية لا ترى الوطنية و الوطن الا في جماعتها السلالية و لا تعترف الا بذلك و ما عداه هراء..

 

   كان لخطأ تقييم هادي للحوثيين أن تم طرده من صنعاء ، و كان لخطأ صالح ان تم قتله داخل منزله.. و لم يكن طرد هادي و مقتل صالح من باب الوطنية أو بتهم خيانتها ، بل أن ذلك تم من قبل الحوثيين من منطلق إثني مذهبي طائفي لا صلة له بالوطنية و الوقوف ضد مشروعهم الطائفي يعد خيانة و عظماء.. 

 

   بداء الحوثيين حربهم السلالية الإثنية الطائفية في العام 2013م بحصار وحرب دماج ، فمركز الحديث و طلابه و منطقة دماج عموماً تعد جماعة دينية سنية و جودهم في مركز إنطلاقتهم (صعده) يشكل خطر عليهم ، و بعد ان تخصلوا من جماعة السلفيين في دماج ، أتجهوا صوب عمران ، فعمران مركز القوى القبلية و إخضاعها لهم يعني خضوع كافة القبائل لمسيرتهم السلالية ، كما أن عمران تعد الحاضنة و الداعم اللوجيستي لجماعة الإخوان المسلمين التي تعارض فكرهم و مذهبيتهم.. و بعد أن تم إخضاع عمران لسيطرتهم وجدوا الطريق سالكاً لهم للسيطرة على صنعاء و هناك تم التحالف بينهم و بين صالح و قواته الأمر الذي سهل مهمتهم و مكنهم من السيطرة على معظم محافظات و مناطق الشمال و لم يجدوا مقاومة لإندفاعهم الا في المحافظات و المناطق الجنوبية..

 

    بعد سنوات الحرب الماضية ، يتضح أن الحرب في اليمن أقرب إلى الطائفية و الإثنية من تكون وطنية ، و لعبت الدول الإقليمية دور رئيس في ذلك ، فالمواجهة المد الصفوي الفارسي الإيراني ، عمدت السعودية إلى جانب دعمها لجيش الشرعية على تشكيل مقاومة و ألوية عسكرية سلفية تخضع لها مباشرة ، كما قامت الإمارات بتشكيل ألوية العمالقة التي يقودها السلفيين لمواجهة جماعة الحوثيين، إلى جانب أنها قامت أيضا بتشكيل ألوية الأحزمة و النخب لغرض مكافحة الإرهاب التي تراه يتمثل في جماعات القاعدة و داعش و الإخوان المسلمين ، و بصورة غير مباشرة دعمت سلطنة عمان الحوثيين حتى لا يتسنى للسعوديين الإنفراد باليمن كبلد سنياً قد يؤثر على طائفتها الأباضية الأقرب للروافض الشيعة ، و نتيجة للصراع القائم بين الإمارات و دولتي قطر و تركيا و لكي لا سمحان لها بالنفوذ في اليمن ، دعمتا جماعة الإخوان للسيطرة على مركز العمليات و القيادة في الجيش الوطني و محاربة أي نفوذ للإمارات في مناطق تواجد الجيش الوطني و كذلك التواجد السلفي على إعتبار ان السلفيين يكنون للإخوان العداء و لا يفرقون بينها و بين جماعة الحوثيين ، و لذا واجهت جماعة الإخوان السلفيين في تعز عسكرياً و ألوية العمالقة سياسياً و إعلامياً و عسكرياً كما هو الحال بالنسبة لألوية النخب و الإحزمة..

 

  دول الخليج أسست قواعد (خرسانة) لبناء الطائفية و الإثنية في اليمن و قبل أي خروج من او أنسحابات لهذه الدول من الساحة اليمنية، لن يكون آمناً مالم يتم عكس بوصلة الحرب من حرب إثنية طائفية إلى حرب وطنية

مقالات الكاتب

أكتوبر يا عيد الثورة

 لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...

بعد السكرة !

 خذوها مني بلا يمين يا أن أصحابنا في المجلس الإنتقالي ماهم داريين على أيش وقعوا ، و خذوها مني ب...

السلام من أجل رغيف الخبز

 كافة التقارير الإنسانية الدولية بمختلف مسمياتها تشير إلى أن الوضع الإنساني في اليمن على أعتاب...