ضحايا جرائم التسول المنظم!!

ينشرون بشكل ملفت في شوارع مدينة #المكلا الرئيسية وعلى جوانب الطرقات الأكثر ازدحاما بالبشر والمركبات، هم اطفال تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 12 من السنوات وربما اصغر أو اكبر من ذلك بقليل، ملامحهم ولهجاتهم تدل على أنهم قدموا من خارج #حضرموت، يتوزعون بإعداد ملفته وبشكل منظم في وقت واحد أشبه بدوام عامل له بصمة بدايه ونهاية، يعرقلون حركة سير المركبات ويلتصقون بها ولا تتعب أيديهم من القرع على هيكل المركبة أو زجاجها بأياديهم الصغيرة، يحملون المناديل وعلب الروائح ومؤخرا أضافوا علب المياه البادرة إلى قائمة مايعرضونه في محاولة لتغطية تسولهم واخفائه!.

نحن ندرك الوضع الذي تمر به البلاد والظروف الاقتصادية التي فرضتها الحرب والأزمة الاقتصادية في حضرموت وخارجها، ونعلم أن عدد الأسر المتضررة التي انتقلت من قائمة الطبقة المتوسطة إلى قائمة الطبقة الفقيرة كثيرة جدا، لذلك ليس بغريب اذا تسول أحدهم الناس وسألهم أن يعطوه مايسد به رمقه ومايسكت به جوع أطفاله واهله، لكن مايحدث اليوم ومانراه بأم أعيننا يوميا في شوارع وأسواق المكلا على الأقل، يشير إلى أن مايحدث انطلاقا من نوعية المتسولين وطريقة توزعهم والوقت الذي يمضونه والطريقة التي يشحتون بها، لا يمكن تفسيره الا بأنه جريمة منظمة مكتملة الأركان ضحاياها أطفال قاصرين يتم استغلالهم وإجبارهم على ممارسة جريمة التسول في انتهاك واضح وفاضح لطفولتهم ولحقهم في الحياة.

لا يعقل أن يتوزع كل هذا العدد من الأطفال الغرباء على طول شارعي #المكلا_مول وإشارة #الديس على سبيل المثال من تلقاء أنفسهم، فبتأكيد خلفهم طرف أو أطراف تحترف جريمة التسول والمتاجرة بالبشر، وتشرف على كل صغيرة وكبيرة في هذا الفعل المشين، ابتدأ من جلب الاطفال من مناطقهم البعيدة خصوصا من المحافظات الشمالية، ومرورا بتنظيم حركة احضارهم وتوزيعهم على مواقع الجريمة، وإنتهاءا بترتيب وضعهم ومعيشتهم وموضع سكنهم ومبيتهم، ومؤكد أن الظروف التي سيعيش فيها طفل قاصر مع عناصر عصابة منظمة لن تكون ظروفا إنسانية، بل سيتعرض فيها الأطفال لأنواع من الأوجاع والأمرض وسنوات الضياع، ولأصناف من الانتهاكات النفسية والجسدية التي ستخطر على بالك الآن، ومن كبر منهم سيصبح غالبا مواطن غير صالح في المجتمع وسببا من أسباب تدميره وانهياره!.

مظهر اخر من مظاهر جرائم التسول المنظم بإعتقادي والمنتشرة في المكلا وبعض مدن حضرموت، منها ذلك المختص بتسول الاطفال والنساء اللواتي يقلن بأنهن لاجئات سوريات، واللواتي يظهر دائما في الطرقات والأسواق سيتعطفن الناس بما يحدث في بلدهن، وفجاءة اختفين جميعا في يوم واحد ولم نعد نجد لهن أي أثر في إشارة صريحة إلى أنهن يعملن ضمن عصابة منظمة كذلك تسخرهن لغرض التسول وتمارس عليهن الضغط والاستغلال كما هو الحال مع الأطفال الذين ذكرناهم في بداية المقال.

المظهر الثاني من مظاهر جرائم التسول المنظم أضافة لما سبق ذكره، ذلك المتخص بالنساء والأطفال المنتمين إلى شريحة " #المهمشين" أو من يطلق عليهم محليا " #الحرافيش"، والذين ينظمون أنفسهم بشكل ملفت كذلك، ولهم مواقع معروفه يتواجدون فيها يوميا بما يشبه الدوام الرسمي، وهؤلاء النسوة والأطفال والرجال تزايدت اعدادهم في حضرموت عقب معارك 2015م التي حدثت في #عدن و #الحديدة و #لحج وغيرها، وجلّهم قدم إلينا من تلك المناطق ويتوزعون بشكل عشوائي ويعشون في عشش واكواخ بسيطة وبدائية ويشكلون بورا مغلقة سيصعب انتشالهم منها مع الوقت، وهناك الكثير من الاستفهامات والتساؤلات التي تدور حول طريقة حياتهم الغريبة جدا!.

في ختام هذا المقال نوجه رساله عاجلة للغاية الى الجهات المعنية في قيادة #السلطة_المحلية في حضرموت بشكل عام والمدن الرئيسية بشكل خاص ومختلف الأجهزة الأمنية والقانونية والإدارية وكذا الجهات المهتمة بقضايا النزوح واللجوء و #حقوق_الإنسان والانتهاكات ضد #الطفل و #المرأة، بأن يقوموا بدورهم في هذا الملف الخطير والمتفاقم، وأن يبحثوا عن رؤوس وعناصر العصابات التي تقف خلف هذه الجريمة المنظمة بحق اطفال ونساء لاحول لهم ولاقوة.

#مطيع_بامزاحم

مقالات الكاتب

ماذا بعد؟!

في الـ19 من شهر فبراير المنصرم، عقدت قيادة السلطة المحلية بحضرموت اجتماعا مع الجهات المعنية لمناقشة...

مولدات بلا وقود!!

قبل أيام تبادلت أطراف الحديث مع أحد أبناء المديريات الغربية، وهو مواطن متابع بإهتمام كبير وحرص أكبر...