خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
تأتي أهمية هذا البيان أنه صدر عن رئيس مجلس الشورى ونائب رئيس مجلس النواب ، بالإضافة إلى مواقف الرجلين الواضحة تجاه انقلاب الحوثي على الشرعية والتحاقهما بمؤتمر الرياض وعملهما مع التحالف في مراحله الأولى التي رفعت أهداف استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب والحد من التمدد الإيراني في اليمن والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه ، وقد كان لهما مواقف صلبة تجاه المساس بسيادة اليمن أو مصادرة قراره .
أعتقد وفقا لخلفيات الرجلين وطبيعتهما الشخصية ، أنه لم يكن ليصدر هذا البيان إلا بعد دراسة متأنية وإشارات داعمة من المجتمع الدولي والإقليمي ، لهذا كان البيان موفقا لما يتوجب القيام به لإنقاذ البلد مما هو فيه من تدهور وتخبط ، والتصدي لطائفة من المهام العاجلة التي لا تقبل التأجيل ، ولذلك حذر البيان من أن مزيدا من التأخير في معالجة الأوضاع سيؤدي إلى تعميق المشكلة أكثر فأكثر .
أشار البيان إلى الظروف المحيطة والتطورات الخطيرة التي استدعت الدعوة إلى الإنقاذ ، وبهذا لم يوجه الخطاب إلى جهة أو شريحة واحدة ، بل وجه إلى جميع اليمنيين معددا شرائحهم ومجملا طبيعة تكويناتهم .
وقد اشتمل البيان على مجموعة من الحقائق والمضامين والتأكيد على الموضوعات الكبرى والتركيز على القضايا الملحة التي دعت إلى إصدار هذا البيان والتي تمثلت بانسداد الأفق العسكري ، بسبب انحراف التحالف العربي عن أهدافه وبسبب مصادرة قرار الشرعية وتنازل الشرعية عن قرارها .
لم تكن دعوة البيان شخصية للبحث عن مكاسب سلطوية فالرجلان يتمتعان بمواقع مهمة في قمة هرم الشرعية ، ولم تكن ضد الشرعية لأنهما أكثر من ينافح عن الشرعية واستمرارها وهما يدركان أهمية بقاء الشرعية في المحافل الدولية ، ولم يكونا ضد التحالف لأنهما عملا مع التحالف وتبنيا مواقف التحالف في مراحل متعددة ، لكنهما اليوم ضد الانحراف الذي أصاب هذا التحالف وجعله يخدم المشروع الإيراني في اليمن بطرق مباشرة وغير مباشرة .
كان لموضوع السيادة الوطنية حيزه المهم ، فقد طالب البيان الجميع بالارتقاء إلى مستوى المسؤلية الوطنية وعدم التفريط لأي سبب بسيادة اليمن واستقراره واستقلال قراره السياسي ، ولم تكن الدعوة بحثا عن مكاسب شخصية ، فقد توجه البيان إلى الشعب أولا والنواب وأعضاء مجلس الشورى وقاداة الأحزاب والقوى السياسية وقادة المجتمع والنخب الثقافية والإعلامية والمرأة والشباب لأن يشكلوا جبهة موحدة لإنقاذ البلد بعد أن انحرف مسار المعركة نحو أهداف أخرى ليست في صالح اليمن ولا في صالح قرارها الوطني .
تمسك البيان بالمرجعيات الثلاث وهذا يدل على العمق الوطني لديهما ، فالحوار مرجعية وطنية شاملة والمبادرة الخليجية مرجعية مجلس التعاون الخليجي كله ومن ورائه الجامعة العربية والقرارات الدولية مرجعية المجتمع الدولي المنوط به تنفيذ الشرعية الدولية وحمايتها .
أخلص إلى القول بأن البيان كتب بدم اليمنيين المراق الذين يراد لهم إحلال الهويات المحلية على حساب الهوية الوطنية ، وهو بيان مصارحة وكشف الحقائق التي يتعمد الخطاب السياسي والإعلامي إخفاؤها ، بالرغم من ظهور ملامحها في محاصرة الجيش وعدم تسليحه لخوض المعركة وانهيار العملة ومصادرة الموارد وتجميدها والفوضى الأمنية والفساد المستشري .
ما ورد في البيان يمثل دعما حقيقيا للشرعية في استعادة قرارها ويمثل دعما للتحالف في تصحيح مسار الحرب ويمثل فرصة للحوثيين للتخلي عن فكرة الاصطفاء الإلهي والذهاب نحو السلام الذي يكفل لهم حماية مستقبل أطفالهم من الانتقام منهم ، والفرصة الحقيقية هي أمام اليمنيين جميعاء الذين خاطبهم البيان وأراد لهم أن يستعيدوا إرادتهم من خلال كيان وطني جامع ينقذون به أنفسهم ووطنهم .
عادل الشجاع