خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
اسمحوا لي أن أطلق على ما يجري في الرياض مؤتمرا مجازا ، بينما هو في الحقيقة مهرجانا ، وأنا حينما أقول سيفشل هذا المؤتمر ، ليس من باب الأمنيات بفشله ، لأنني ومثلي ملايين اليمنيين يتمنون إنهاء الحرب وعودة السلام والاستقرار في اليمن ويكف القتل ونزيف الدماء ، لكنني لا أستطيع أن أكذب على نفسي ولا على القراء الكرام ، فمن غير المقبول أن ألقي إليهم وردة بلستيكية ، ثم أقول لهم استنشقوا عبيرها .
مثل هذا المؤتمر محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ ، لأن الحوار عادة يجري بين ممثلي الجهات المتحاربة من أجل وضع أسس جديدة للتعايش الذي انهار بسبب غياب التفاهم ، ولهذا فنحن كنا نتوقع أن يكون الحوثي حاضرا في هذا الحوار ، أو البديل في حالة رفضه الحضور تتوحد جميع الأطراف في مواجهته عسكريا وسياسيا ، لكن لا الحوثي حضر ولا المتحاورين موحدين .
هناك غياب تام للمشتركات بين الحاضرين في الرياض ، فالانتقالي يؤمن بالانفصال وهذه النقطة تعني ابتداء الطعن بسيادة اليمن كدولة موحدة والمجلس السياسي يعمل تحت إمرة الإمارات ، وهذا يطعن بسيادة اليمن كدولة مستقلة تتمتع بإرادة حرة تحتمها مصالح شعبها وهناك جماعة نصبت نفسها باسم المؤتمر تعمل لصالح السعودية وأخرى لصالح الإمارات ، وهناك مجموعة من الإصلاحيين لا يودون سوى بقاء مصالحهم ، يضاف إلى ذلك قيادات الشرعية العاجزة غير القادرة على توجيه القرار ، يضاف إلى ذلك حفنة من الإعلاميين الذين يوجهون الخطاب الإعلامي قبلة المرتب ، وجميع هؤلاء يربطون اليمن بدول أخرى ، ولا يوجد بين هؤلاء أي مشترك واحد .
فإذا كانت سيادة اليمن مختلفا عليها ، وإذا كانت الديمقراطية مختلفا عليها ، والعلاقات الإقليمية والدولية مختلفا عليها والاقتصاد مختلف على إدارته والحريات العامة والخاصة مختلفا عليها والأمن غائب والفساد سائد والمليشيات ترهب الأحرار وتقتلهم أو تبتزهم ، فكيف يمكن أن يكون الحوار ، وماذا ستكون نتائجه ؟
فلو كانت المملكة العربية السعودية ، قد اكتفت من دماء اليمنيين لنقلت أولا الملف من يد سفيرها محمد آل جابر الذي عبث بالقرار اليمني وعبث بمليارات الدولارات دون حساب أو عقاب ، وثانيا لدعت النخب الحاملة لمشروع الدولة الحريصين على وقف الحرب وإصلاح البلد ووضعه على الطريق الصحيح ، بدلا من جلب الأتباع ووضعهم في مواقع ليسوا أهلا لها ، وتجربتهم خلال السبع السنوات حرب تدل على ذلك .
لكل ما سبق ، فإن مؤتمر الرياض أو بمعنى أصح مهرجان الرياض الخطابي الذي خطبت به جميع الجهات عدا اليمن التي لم يحضر من يمثلها في هذا المهرجان ويلقي خطابا باسمها ، سيكون فاشلا لأنه لا يبحث فيما يريده الشعب اليمني من دولة ذات سيادة تكون اليمن فيها حاضرة ومنفتحة على باقي دول العالم ويقودها سياسيون أكفاء ولاءهم لليمن وليس لدول أخرى تعادي اليمن وتسعى للاستيلاء عليه ،
بذمتكم مالفرق بين من يوالي إيران أو يوالي السعودية أو الإمارات ؟
عادل الشجاع