أولادنا أمانة

يعتبر الثواب طريقة تربوية تعمل على تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل مثل شراء هدية او مدحه والثناء عليه وذلك من أجل تشجيعه ليقوم بإعادة السلوك وكذلك غرسه في شخصيته، أما العقاب فهو أسلوب يعمل على إبعاد الطفل عن السلوك الغير جيد والسلبي وذلك من خلال ربط سلوكه السيئ  باستجابة غير مقبولة من الوالدين، وتتمثل مثلاً بقيام الوالدين بحرمانه من حقوقه أو من شيء محبب لديه لفترة مؤقته.

فالطفل بحاجة للمكافأة باستمرار،  وتتوفر لدى الطفل الرغبة في تطوير أيّ استجابة جيدة تصدر عنه، مثل تعلمه المشي أو نطق الكلمات، أو حتى القيام بسلوك مرغوب ولكن للأسف اعتاد الوالدين على معاقبة الطفل عند صدور تصرف غير مستحب منه وعدم المكافئة عند صدور العكس وإهمال جانب المكافأة يعتبر تصرف خاطئ من الوالدين إذ لابد من تعزيز التصرفات الإيجابية بمنحه عبارات داعمة تعتبر بمثابة تشجيع له للقيام بتكرارها وتطويرها.

قد يصدر عن الطفل أفعال جيدة، وتكون فطرية لا يتعلمها الطفل وإنما تولد معه منها مساعدة الآخرين والمشاركة مع الأصدقاء في اللعب، ويقوم الأهل بتعزيز الطفل ومكافأته عليها، وهذا السلوك الصادر عن الأهل يعزز سلوك الطفل ليقوم بإعادته وجعله جزء من شخصيته وبعض الأطفال يوجد عندهم قدرات ومواهب خاصة بهم، ويجب على الوالدين أن يسعوا لتطوير قدرات الأطفال بكافة الطرق، ومن أهم هذه الطرق هي، مساعدة الطفل وجعله يشعر بالاهتمام به، وبجميع ما يمتلك من قدرات ومواهب، ومكافأته عند النجاح بها، فعند القيام بمكافأة الطفل والاهتمام بمواهبه سيدفعه ذلك إلى أن يبذل جهد أكبر بتطوير ما يمتلك من مهارات ليحصل على المزيد من الثناء.

وهناك العديد من العادات والسلوكيات الحسنة، التي يرغب الأهالي بتعليمها للطفل وتثبيتها في شخصيته مثل، النظافة واحترام كبار السن، والتنظيم والقيام بواجباته، ويمكن ذلك من خلال قيام الأهالي بمكافأة الطفل على هذه الأشياء ليتم ترغيب الطفل بالقيام بها ويحصل على استجابات جيدة تجاهها من قبل الآخرين، وبالمقابل لابد ان يكون هناك مبدأ العقاب كاستجابة للسلوكيات المرفوضة مثل العصبية والتكسير والبكاء بشكل مبالغ فيه أو العناد أو توجيه الالفاظ السيئة للآخرين وهنا لابد من عقوبة معينة مناسبة لتصرفات الطفل ومناسبة ايضا للفترة العمرية له.

كما يجب علينا أن ننتبه جيداً إلى عدم المبالغة في درجة العقوبة أو الثواب لأن الهدف من العقوبة أو الثواب لأن الهدف من العقوبة أو الثواب هو تربية الطفل وتعليمه، وليس بدافع تدليله أو الانتقام منه، لذلك يجب أن يكون هناك توازن بين درجة العقوبة أو المكافأة مع تصرف الطفل أو سلوكه المراد تشجيعه أو معاقبته عليه، حتى لا تحدث نتائج عكسية عند الطفل مثل الكذب للتهرب من العقوبة أو الحصول على المكافئة.

إن التسلط التربوي إذا تم المبالغة في استخدامه، يتحول من أسلوب تربوي إلى أسلوب تسلطي عكسي على الطفل ويخلق معه مشكلات تربوية ونفسية، لم تكن ظاهرة من قبل مثل الخوف، العزلة أو الانطواء، ومن الجميل أن نربي أولادنا وأن نقوم فيهم السلوك الخاطئ لكن لا تنسوا كوالدين أن تجعلوا أطفالكم أصدقاء لكم وأن لا تجعلوا الصرامة الشديدة في التربية وازع خوف لديهم لأن الطفل هنا سيميل إلى الكتمان إن حدث خطأ في تصرف ما وأراد النصح وهذا قد يؤدي إلى نتائج وخيمة فلن يجد الطفل من يلجأ إليه في حالة خوفه الشديد من والديه.

يجب علينا كأم وكأب أن لا نبالغ في التشديد والعقاب وأن نحافظ على مساحة الأمان مع أولادنا نعززها دائما ونزرع فيهم أننا معهم وإن مارسوا الخطأ فنحن معهم لتصحيحه والوقوف إلى جانبهم، فأطفالنا أمانة فلا تنشغلوا عنهم وكونوا لهم مصدر الحب والامان.

مقالات الكاتب

المجتمع ومعاول البناء

استاذ مساعد علم اجتماع جامعة عدن/رئيس مبادرة ايجابيون للتنمية والسلاميتطور المجتمع بتطور البنية التح...