خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
جميع مبعوثي الأمم المتحدة ، بما فيهم المبعوث الحالي هانس غروندبرغ حرصوا على المطالبة بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وهذا أمر طيب لو أن المسألة متعلقة بالمواطنين ، لكن ذلك الحرص مرتبط بمصلحة عصابة الحوثي ، ولو أن الأمر متعلق بمصلحة المواطنين ، لطالبوا بفتح الطرقات في تعز ولطالبوا بمحاسبة عصابة الحوثي التي صنعت حاجزا يقسم مدينة تعز أشبه بجدار الفصل العنصري الذي صنعه الصهاينة في فلسطين .
وحينما نقول الطرقات في تعز ، لأن الكثيرين يجهلون ما تمارسه عصابة الحوثي من غلق للطرقات في تعز ويعتقد البعض أن المسألة مرتبطة بطريق الحوبان عدن فقط ، بينما هناك طرق عديدة مقطوعة تمنع المواطنين من الوصول إلى مناطقهم وقراهم ، فالحوثيون يمارسون عقوبات جماعية يجرمها القانون الدولي الإنساني ، فصناعة الحواجز كانت ومازالت تمثل عائقا وسببا رئيسيا في تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والتجارية والاجتماعية والصحية على مجمل الحياة العامة في محافظة تعز وعزلت السكان عن بعضهم البعض وحالت دون وصول الأقارب إلى بعضهم .
إن قطع الطرق أصبحت جزءا من معاناة سكان تعز لتضييق الخناق عليهم وشل حركة تنقلهم داخل المدينة وخارجها ، ليعيش السكان في كانتونات ممزقة ، الهدف من إقامة الحواجز هو تقسيم تعز للنيل من الروح المعنوية لأبناء تعز وفرض العقوبات الجماعية عليهم والتنكيل بهم .
إغلاق طريق الحوبان يساوي في المعاناة إغلاق مطار صنعاء ، لأنه لا يعيق حركة سكان تعز فحسب ويمنعهم من قضاء مصالحهم اليومية ، بل ينتهك حقوق المسافرين عبر هذا الطريق القادمين من صنعاء وذمار وإب المتجهين إلى الخارج للعلاج ، حيث ينتهكون إقتصاديا ونفسيا واجتماعيا ، وتعد إغلاق طريق الحوبان واحدة من أسوأ مظاهر انتهاك حقوق الإنسان ، حيث يلجأ المسافرون إلى سلوك طرق وعرة تحصد أرواحهم وسياراتهم بشكل يومي .
لا يبدو أن من أولويات المبعوث الأممي إلزام الأطراف المتحاربة بفتح الطرق وتأمينها في مختلف محافظات الجمهورية ومنها تعز التي يمر عبرها أغلب المسافرين ، كما أنه ليس من أولوياته فتح بقية المطارات اليمنية المغلقة ، كمطار تعز ومطار الحديدة ومطار الريان في المكلا ومطار الغيضة في المهرة ، فقط هو مهتم بمطار صنعاء ، لأنه يخدم عصابة الحوثي ، ونحن لسنا ضد فتح مطار صنعاء ، لكننا نقول إن جميع المطارات والطرق هي في صميم العمل الإنساني والصمت الدولي شجع الأطراف المتحاربة على إغلاقها ، لأنها شعرت بأنها ستفلت من العقاب ، وإذا كان المبعوث الأممي لم يجعل تلك الطرق والمطارات من أولوياته ، فهل سيجعلها المجلس الرئاسي من أولوياته ، كونها تشكل جزءا أصيلا من السيادة الوطنية أولا وتضاعف من معاناة اليمنيين ثانيا .
عادل الشجاع