ذكريات في عد.ن... الفنان محمد عبده... والرئيس علي ناصر محمد.. والزمن الجميل
توفي اليوم ال ٤ من مايو ٢.٢٤م الشاعر السعودي الأمير بدر عبدالمحسن .. وهو الشاعر السعودي...
الهالة الإعلامية التي يضعها اليوم الإعلام الحزبي والرسمي حول السيد عيدروس الزبيدي،وتعمد ابراز صفته كنائب رئيس الجمهورية وعضوا بالمجلس الرئاسي اليمني ،خصوصا لقاءاته بالقوى الحزبية والقبلية والعسكرية الشمالية، وبالذات تلك التي ظل المجلس الانتقالي الجنوبي والزبيدي تحديا يتهمها بتهم شتى، ليس أقلها تهمة الإرهاب واحتلال الجنوب وبالتخاذل العسكري لصالح الحوثيين تُـذكرنا بتلك الهالة الإعلامي المصطنعة التي كان يضفيها الإعلام الحزبي والرسمي على السيد علي سالم البيض بصفته نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية، وبالذات بالاشهر الأولى للوحدة لذات الغرض ولنفس الغاية-، وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم من جديد-. والغرض من ذلك عزله أي البيض عن محيطه الحزبي والسياسي الجنوبي وعن عامة الشعب بالجنوب، وإظهاره وقد أدار ظهره لهم وجرفته موجة الوحدة بعيدا عنهم.وبالفعل كان لتلك القوى وإعلامها الطاغي ما أرادت، بأن احدثت حالة شقاق وفقدان ثقة بين البيض وبين حزبه والوحدات العسكرية والأمنية وعامة الجماهير بالجنوب مـُـستفيدة تلك القوى وإعلامها من توهان الاعلام الجنوبي ومن حالة انغماس القيادات الجنوبية بمغريات السلطة ورغدها- مثلما نراه اليوم بالضبط-، ومن الإنهاك والتمزق الذي اعترى الحزب الذي كان قد اتخذ لتوه قرار الوحدة الاندماجية مع الشمال دون التشاور مع القوى الجنوبية الأخرى بالداخل والخارج ، ودون الإصغاء للأصوات المطالبة بإصلاح وترميم البيت الجنوبي وباشراك قيادات من خارج الحزب قبل اتخاذه قرارات مصيرية بحجم قرار الوحدة مع الشمال، وهو الجنوب الذي سحقته صراعات ما قبل عام الوحدة 90م بقسوة، وبالذات أحداث 1986م الأليمة،وكان بمسيس الحاجة لتضميد جراحه لا لإضافة مزيدا منها.
-اليوم- وبرغم ثقتنا برسوخ الحق الجنوبي وبعدالة قضيته الوطنية التي اطبق حقها الآفاق محليا واقليميا ودوليا- فأننا نخشى، ولنا حق بهكذا تخوف وخشية أن يكرر الانتقالي والسيد الزبيدي الذي لا نشك بإخلاصه أخطأ الحزب الاشتراكي، خصوصا وهما (الانتقالي- الزبيدي) يتعاملان مع فهلوة ذات القوى السياسية والقبلية والدينية والحزبية التي كانت غداة عام وحدة 90م وحرب 94م، قوى تمتلك مخزونا هائلا من الدهاء والمكر ومن التحلل بسهولة ودون اكتراث من اي عهود واتفاقيات، وتتّـبع ذات الأساليب ولذات الغرض:(احتواء الطرف الجنوبي والهيمنة على أرضه وطاقاته )،فمصير مشاورات الرياض عام 2022م لن تختلف عن مصير اتفاقية العهد والاتفاق بالعاصمة الاردنية عام 94م ولكن يكون مستقبل (الاتتقالي) والزبيدي مختلفا عن مستقبل الحزب الاشتراكي ومصير البيض إن مضى الانتقالي وحيدا دون تعضيد وشراكة مع القوى الجنوبية الأخرى المؤمنة فعلا بالحق الجنوبي.فالخاتمة وليدة البداية.
- فالجنوب اليوم لا يقل حاجة وضرورة للملمة الشمل عما كان عليه عام 90م، كما أن الانتقالي لن يقوى بمفرده بمجابهة التآمر الذي يحيق به اليوم وسيواجهه في قادم الأيام من كل القوى بما فيها التي يعتقد اليوم أنها حليفة وشريكة له،تماما كما اعتقد الاشتراكي ذات اليوم انها شريكته بالمشروع الوحدوي وبوثيقة العهد ولاتفاق، كما ان ثقة الجماهيرية وحُـسن ظنها بالحزب الاشتراكي وبإخلاص علي سالم البيض لا تقل عما نراه اليوم بالزبيدي وبالانتقالي،ومع ذلك طاح الجنوب أرضا،فحُـسن الظن بالقيادات ونواياها لا تكفي ولا تحفظ اوطانا، إن كانت تتخذ قراراتها بدائرة ضيقة وتحيط نفسها ببطانة انعزالية .
- فإن كان التاريخ قد ألتمس العذر الى حدٕ ما - لفشل الاشتراكي والبيض كونهما لم يكونا قد عرفا بعد بأساليب غدر الطرف الآخر وأن اللوم يقع على من يخون العهد لا على من يثق بالحليف ويخلص النوايا ويحفظ العهد، فإن أي خطأ يقع به الانتقالي والزبيدي او تفريط يقدما عليه سواء كان عمداً دون عمد بالحق الجنوبي وببندقيته وبقضاياه المصيرية بعد أن شاهدا أمامهما الف تجربة والف عِــبرة طيلة العقود الثلاثة وخِـبرا بانفسهما اساليب ومكر تلك القوى ، فلن يجدا معهما مبررا او عذرا من أحد مطلقا،فلا يُـلدغ الجنوب من جحر الفشل مرتين.
ولذا حريا بالانتقالي وبالزبيدي ان يستفيدا-وهما يخوضان تجربة الشراكة بالسلطة مع الشمال- من اخطاء وخطايا الحزب الاشتراكي،وأن يلتفتا أولاً لتحصين الجبهة الجنوبية الداخلية واستيعاب الجميع افرادا وكيانات، واشراكهم بصنع القررات بما فيها القرارت التي يتخذها الانتقالي مع المجلس الرئاسي اليمني، فالكل بالجنوب شركاء بانتشاله من وضعه، وشركا ببناءه وبتقاسم خيراته أيضا، ليس فقط لأن الانتقالي غير قادرا لوحده على مجابته التحديات ومقارعة الخصوم وتحمل العبىء الثقيل، بل لأن الكل يجب ان يكون شريكا بالوطن، سراء وضراء. فقد اثبتت تجارب الماضي ان ليس بمقدور اية قوة كانت، سياسية او حزبية او جهوية تحمل المهمة بمفردها وبمعزلٍ عن جهود الآخرين.