الأستاذ صالح محمد النقي أيقونة التعليم في الوضيع

في رحاب وادي يبرق السواد حيث الشجاعة والكرم والإقدام ولد الأستاذ: صالح محمد النقي رمزاً من رموز التعليم في مديرية الوضيع حمل هذا الرجل على كاهله مسؤولية بناء الأجيال فكان معلماً ومشرفاً وقائداً ترك بصمة واضحة في تاريخ التعليم في أبين عامه والوضيع خاصة
نشأ الأستاذ النقي في بيئة ريفية بسيطة لكنها غنية بالقيم الأصيلة ورث عن أسرته حب العلم والمعرفة وشغفاً بالتعليم فكان دائم السعي إلى تطوير نفسه وقدراته حيث 
بدأت مسيرة الأستاذ النقي التعليمية في زنجبار، ثم انتقل إلى الوضيع حيث أسس مدرسة فريدة  1964وبعدها
انتقل إلى مدرسة الحردوب حتى عام 1967م  حيث 
ساهم من خلالها في نشر التعليم والمعرفة في مجتمعه لم يتوقف عند هذا الحد بل انتقل بين المدارس المختلفة مدرسًا ومشرفًا ليترك بصمة واضحة في نفوس طلابه.
كما شغل الأستاذ النقي منصب مشرف تعليم الوضيع لمدة اثني عشر عامًا شهدت خلالها العملية التعليمية في المديرية نهضة كبيره تم خلالها بناء العديد من المدارس في مختلف القرى والمناطق كان للأستاذ النقي دور كبير في هذه النهضة فقد كان يعمل ليل نهار من أجل تطوير التعليم وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب حيث 
لم يقتصر دور الأستاذ النقي على مجال التعليم بل كان له دور بارز في المجتمع كان معروفًا بكرمه وسخائه وحبه للناس خاصة الفقراء والمستضعفين كان يقضي وقته في زيارة المرضى وتقديم المساعدة لمن يحتاجها.
في طفولتي بمديرية الوضيع كنت أسمع عن شخصيات بارزة مثل الأستاذ عبد الله أحمد الجعدني ذلك الرجل الذي كان رمزًا للتفوق والتميز في مجال التعليم كان وزير المعارف في السلطنة الفضلية والتي تحولت فيما بعد إلى وزارة التربية والتعليم لم يكن الجعدني وحده بل كان هناك أسماء أخرى لامعة مثل الأستاذ صالح النقي والأستاذ ناصر قنان والأستاذ صالح مهدي والأستاذ صالح فهيد وغيرهم الكثير هؤلاء الرواد كانوا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا فقد كانو منارة نسترشد بها  بعد سنوات  ذهبت إلى مصر التقيت في السلطان أحمد عبدالله الفضلي عندماادخل عليه يرحب بي كثيرا يسالني عن الوضيع لان اخواله من الوضيع حيث كان يشيد بعدة شخصيات في الوضيع بينهم الاستاذ صالح  النقي رحمه الله  كنت اشعر بالفخر عندما ارى نجوم تسطع من ابناء مسقط راسي وكان يتحدث لي عن النهضة التعليمية التي شهدتها أبين في الماضي كانت الأرقام التي ذكرها مذهلة! تخيلوا أن الجنوب بأكمله لم يكن يرسل مبتعثين إلا من سلطنتين: السلطنة الفضلية التي أرسلت 33 طالبًا إلى مصر، والسلطنة العبدلية التي أرسلت 32 طالبًا وللمقارنة كانت دولة الكويت بأكملها ترسل 30 طالبًا فقط هذا يعني أن أبين كانت تستثمر بكثافة في تعليم أبنائها لدرجة أنها كانت تخصص جزءًا من عائدات بيع القطن لتمويل بعثات الطلاب تلك الأرقام والأرقام تذكرتني بتلك الشخصيات العظيمة التي ساهمت في بناء أبين وخاصة الأستاذ صالح النقي  وللأسف لم تتح لي الفرصة لالتقي بالأستاذ صالح النقي رحمه الله ذلك الرجل الذي كان له دور كبير في تطوير التعليم في الوضيع عندما نتحدث عن الأستاذ صالح النقي فإننا نتحدث عن قصة حياة حافلة بالإنجازات مليئة بالعطاء والتضحية فقد كان الأستاذ صالح النقي كما يروي صديقه المقرب الأستاذ صالح فهيد نموذجًا يحتذى به في الأخلاق والقيم تلقى الأستاذ صالح النقي  هدايا ثمينة تعكس مكانته وتقدير الناس له فقد أهداه الرئيس علي ناصر محمد دراجة نارية في مولد سعد ليتنقل بها بين المدارس ثم استلم سيارة شاص حبة وربع في عام 1980م وعندما توفى عام 1982م قاموا أهله بتسليم السيارة للدولة . 
لم يكن الأستاذ صالح مجرد معلم بل كان أبًا حنونًا لأبنائه تلاميذه كان يهتم بهم اهتمامًا بالغًا ويحرص على توفير كل ما يحتاجونه وقد كان يجلب لهم الهدايا حين يعود من المدينة ويقوم بزيارة المرضى ويقدم لهم يد العون والمساعدة
وعلى الرغم من منصبه الرفيع، إلا أن الأستاذ صالح لم ينس أصوله ولم يتنكر لماضيه فقد كان يعمل في صغره برعي الأغنام، ولم يمنعه عمله التربوي من الاهتمام بأهله ومساعدتهم في أعمالهم الزراعية كما كان محافظًا على صلاته بارًا بوالديه كريمًا سخيًا مع الفقراء والمحتاجين.
رحل عن دنيانا في 23-يناير- عام 1982م،  تاركاً خلفه إرثاً عظيماً في مجال التعليم. قضى الاستاذ صالح النقي سنوات طويلة في خدمة العلم والمعرفة، وساهم بشكل كبير في تطوير التعليم بالوضيع. أسس العديد من المدارس، وطور المناهج الدراسية وقام بتدريب المعلمين، ليكون بذلك مهندساً حقيقياً لبناء جيل واعٍ ومثقف وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الأجيال، شاهداً على عطاء رجل وهب حياته من أجل العلم والمعرفة إن أقل ما يمكننا تقديمه للاستاذ صالح النقي رحمه الله هو أن نخلده في الذاكرة وأن ننقل سيرته إلى الأجيال القادمة ونحن إذ نطالب الجهات المختصة بتكريم أسرته الكريمة فإنما ندعو إلى أن يُسمى أحد المرافق التعليمية أو الثقافية باسمه ليكون شاهداً على عطائه وحافزاً للأجيال القادمة على السير على خطاه
رمزي الفضلي

مقالات الكاتب

نصف ساعة من التامل

صورة الحاج محمد البوفاء وعمامته البيضاء الناصعةوابتسامته التي تزين وجه ابتسامة صادقة تعكس صفاء قلبه...