اليمن ..ازمة سياسة ام جغرافيا ؟!

طغت على المشهد السياسي الاقليمي نتائج المشورات اليمانية .. برعاية و تنظيم مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، و بالأمس الثلاثاء 19ابريل 2022 اقسم مجلس الرئاسة اليمين امام اعضاء مجلس النواب و الشورى في مدينة عدن .. التي وصل اليها النواب من الرياض و مختلف العواصم العربية ، ..التي اوتهم ، منذ اختطاف الدولة اليمنية فارسيا من خلال مجموعة الحوثي ـ الصفوية ،في 22سبتمبر2014 ، التي حولت الجغرافيا اليمنية المازومة و الديمغرافيا بكل موروثاتها الاجتماعية الي ساحة حرب تداخل فيها الوطني بالإقليمي.
 بذلت السعودية ومعها الاشقاء في مجلس التعاون ، جهودا جبارة لا تقل عن جهود تنظيم جلسات واستضافة جيش التشاور ، تجلى ذلك في الجسر الجوي لسلاح الطيران الملكي و الخوط الجوية السعودية الي عدن ، فضلا عن ما فرضته الفعالية من ترتيبات أمنية و لوجستية .. وهي كبيرة و مكلفة .
  كل تلك الجهود و بصرف النظر عن اهميتها لا لجمع مجلس النواب العتيد بقدر وضع اليمن السياسي و المجتمعي على طريق  استعادة الدولة الجغرافيا و الديمغرافيا ، لم تأخذ اهمية في نقاشات امسيتين مع نخب يمانية او افترض فيها ذلك ، بقدر اهتمامها بكيفية اداء اليمين للرئيس واعضاء مجلس الرئاسة ، وهو اهتمام امتد الي التواصل الاجتماعي ، اكثر مما اكدت عليه كلمة رئيس مجلس الرئاسة د. رشاد العليمي الذي شدد على ثقل التحديات وكثافة الصعاب و المهام الجسام ، معولا على حجم الآمال لبناء الشعب ، وعلى اننا لسنا وحدنا بوضوح بل وبالشراكة مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية المتحدة .. في مواجهة تلك التحديات .
تلك الكلمات القوية و المختصرة .. كنت اجدها اهم من كيف اداء أي عضوا يمنه ، فهي ترسم خطوط عريضة لمغادرة الازمة السياسية و معالجة اسباب ازماتنا الجغرافية ، من خلال الاندماج اليوم في معركة هي اقليمية عربية ،ان لم تكن قومية ، لتحرير اليمن ولتحويل جغرافيته المهمة التي ظلت ومنذ الحرب الباردة ، هدفا للإمبراطوريات الكبرى ، قبل ان تصبح جغرافية منطقة الخليج العربي هدفا للقوى الكبرى ، بعد الحربين العالميتين ، الاولى و الثانية ،ففي ظل مطامح قوى اقليمية فارسية و اخرى تركية يستخف البعض بها ، ويعتبرها مجرد ارتدادات لصراعات القوى النشأة ، وهي قوى تستغل هذه الارتدادات الشرق اوسطية ، وتعمل على توظيفها ، وبما ان الجغرافيا اليمنية لا يمكن فصل ديمغرافيتها عن محيطها الجغرافي (الجزيرة العربية ) فلا بد من تحريرها سياسيا او عسكريا و بالتالي توظيفها في منظومة استراتيجية ، فنحن في منطقة من اكثر مناطق العالم تأثر بتوترات  النظام الدولي وتقلباته و صراعاته ، ولا احتاج للتدليل على ذلك بشواهد الحروب التي شهدتها منطقة الخليج ، و لا دور اليمن المقسم في ظل القطبية الثنائية ، وما وصل اليه نتيجة لعوامل كثيرة ليس اهمها فصل الجغرافيا اليمنية ـ في ظل الأحدية الامريكية !؟.
 صحيح اننا فقدنا اليمن الجغرافيا .. ولكن لم نفقد اليمن الديمغرافيا ، ولكي نعيد اليمن الجغرافيا لا بد وان يكون مجلس الرئاسة مؤسسة مختلفة و استراتيجية و في شراكة لعودة اليمن الجغرافيا و الديمغرافيا الي خندقه الجغرافي و ارومته العربية .. الشراكة في التحرير لها ما بعدها .. وهذه احد اهم التحديات لمغادرة ازماتنا السياسية ـ الي سياسة وحدة المصير.. ؟. 

مقالات الكاتب