ليلة زفافي

قبل عشر سنوات من الآن كنت تلك العروس حديثة التكوين . كنت ككل فتاة أضع رجلي على عتبة حياة جديدة لا أعرف كيف ستسير الأمور فيها، أغادر عتبة أهلي الذين لطالما ظننت أني لن أستطيع أن أغادرهم وأن أعيش بعيدا عنهم .  ولا كيف ستكون حياتي من دونهم .

تلك الليلة التي سبقت حفلة زفافي لم أستطع النوم فيها ، وكان الجميع يظن أني أهول الأمر لكنهم لايفهمون أن كل فتاة في ليلتها الأخيرة في بيت أهلها وقبل بدء حياتها الجديدة في بيت زوجها لاتستطيع النوم فعليا .

تفكر بما تحمله لها حياتها الجديدة وما تخبئه لها من سعادة او تعاسة ربما،  كلا حسب ما قسمته لها الأقدار .

لكن الشيء الوحيد الذي لم يكن يقلقني هو شخص زوجي المستقبلي، وربما كان وضوحه وصدقه معي أكثر ما كان يجعلني أثق أنه كما هو ولن يتغير . ولأني أثق بوالدي فقد اعتمدت نظرته الأولية التي نقلها لي بإيجابية عنه عندما قابله وتحدث إليه لأول مرة .  

هو ذلك الرجل الذي مشيت معه عشر سنوات حتى اليوم وهو كما هو كما عرفته أول يوم وكما قال لي عنه والدي . يقف دائما إلى جانبي يمسك بيدي ويسير معي طريق الحياة خطوة بخطوة . لايدير ظهره لي حتى وإن قست علينا الحياة وأبعدتنا بعض الوقت بسبب الظروف لكنه يبقي وجهه دائما أمامي .

متواجد دائما حيثما كنت وكيفما كنت ، لا يتردد في الاتصال بي يوميا ( أنا في البقالة أيش أجيب معي) .

ولايتخلف يوما عن ربط القمامة وحملها معه وهو ذاهب إلى عمله . لايتجاهل اتصالي حتى وإن كان منشغلا وهو يعلم أني سأسأله أيش أطبخ غداء اليوم ؟ فيرد علي ولمدة عشر سنوات ( شعيرك بر ) .

هو نفسه الذي يسألني ومنذ أول يوم وحتى اليوم هذا البنطلون أيش يناسبه الشميز هذا أو ذاك .

هو نفسه الذي يستمر بإرسال ( صباحو  ) منذ عشر سنوات حتى اليوم،  فأرد عليه ( صباحو) . وتستمر تلك التفاصيل بصغرها وكبرها وهي تصنع حياتنا معا،  حياتنا التي أصبح كل منا فيها جزء من الآخر .

مرت كل تلك العشر سنوات وكأنها يوما واحد ومازلت اذكر كل تفاصيلها بجماله أو قسوته ، مازلت أحاول استيعاب أني تلك العروس التي اصبحت زوجة وأم  .

30/4/ 2012

مقالات الكاتب

خطأ معلمة

في سنة ثالثة ابتدائي أستاذة ( صبا )  للغة العربية أعطتهم مثال على ( التاء) المفتوحة وكان المثال...

درس جديد أضيف لحياتي

خلال الفترة الماضية تعرضت لما يمكنني أن أسميه خطأ غير مقصود أو ربما سوء تقدير بسبب الجهل بما يجب علي...