خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
أثار اختفاء مولدات توليد الطاقة في مطار عدن ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي أحاديث الناس اليومية متسائلين، كيف يمكن لمولدات ضخمة أن تختفي، خاصة حينما تكون في مكان عام كمطار عدن الدولي الذي لا تتوقف فيه الحركة على مدار الساعة .
والقصة كما يلي: كان البرنامج السعودي لإعمار اليمن قد أعلن عن مشروع إعادة تأهيل وتطوير مطار عدن الدولي في منطقة المدرجات والصالات وإعادة تأهيل مبنى محطة الشحن الجوي وإعادة تأهيل بوابة المطار الجديدة، كمرحلة ثانية، بمبلغ 55 مليون ريال سعودي، كانت المرحلة الأولى قد تضمنت تزويد المطار بالطاقة الكهربائية وبالفعل تم تزويد المطار بعدد اثنين مولد حجم كل واحد 500 كيلوا، لكنه تم مصادرتهم بعد ذلك تحت ذريعة أنهم لا يتناسبون مع منظومة كهرباء المطار ، ليستقروا عند آل جابر .
مطار عدن يقف اليوم شاهدا على فساد السعودية والإمارات والحكومة اليمنية، وأذكر القارئ الكريم ومن خلاله المجلس الرئاسي بإقدام حكومة معين قبل أكثر من عام على شراء الطاقة وتوليدها من سفن عائمة بقدرة تتراوح من 100 إلى 150 ميجاوات محمولة على متن سفينة عائمة دون المرور بقانون المناقصات ولا المواصفات الفنية ولا حتى التكلفة التقديرية .
وقد أصرت على ذلك بغياب الجهة صاحبة الصفة وهي المؤسسة العامة للكهرباء المسؤولة عن شراء الطاقة ونقلها وتوزيعها وبيعها واستيفاء ثمنها من المستفيدين ودفع ثمنها للطرف الآخر بالعقد ، كان الهدف هو الشراء فقط ، أما البيع فمعين يعلم بأن حكومته لن تبيع للمواطنين لأنه لا توجد كهرباء في الأصل ، ومن حينها ومطار عدن يعاني من نقص في الكهرباء ويعتمد في الأساس على مولد كهربائي قدمته الإمارات كجزء من حصتها في إعادة إعمار اليمن ، هذا المولد كما يقول موضفون في المطار أصبح مستهلكا وغير قادر على مد المطار بالطاقة .
أصبح الوضع في مطار عدن كارثي ، فالمطار وفق المواصفات الدولية أصبح غير صالح لاستقبال الرحلات الدولية ، إضافة إلى أن مدرج التدحرج أصبح غير صالح للهبوط فيه ، وبذلك يصبح المطار معرض لكارثة كبرى في أي لحظة وحياة المسافرين في خطر ، فبالإضافة إلى عدم صلاحية المدرج أيضا عدم وجود الكهرباء الكافية ، والجميع يعلم أن انقطاع التيار الكهربائي في أي لحظة يجعل التواصل مع قائد الطائرة منقطعا ويصعب توجيه الطائرة في الهبوط ، مما قد يسبب حادثا مروعا سببه جشع هؤلاء اللصوص الذين لم يجدوا من يردعهم أو يأخذ على أيديهم .
من يدخل إلى موقع البرنامج السعودي لإعمار اليمن الذي يديره السفير محمد آل جابر ويقرأ أكاذيب هذا الفاسد سيعتقد أن اليمن أصبحت جزءا من سويسرا ، فالموقع يتكلم عن دعم مطار عدن بوصفه واحدا من 204 مشاريع لتطوير البنية التحتية في مختلف القطاعات وتحديدا في 7 قطاعات ، هي الصحة والتعليم والمياه والنقل والطاقة والزراعة والثروة السمكية ، في التعليم يقول الموقع أنه دعم ترميم مدرسة لطفي جعفر أمان ، ويعتبر ذلك إنجازا في مجال التعليم .
يتحدث موقع البرنامج السعودي لإعمار اليمن عن تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط بين السعودية واليمن ، والحقيقة أنها تربط بين جيب محمد آل جابر وجيب معين عبد الملك ، كنت قد طالبت بانتداب شركة تدقيق لمعرفة أين ذهبت المليارات التي أنفقها آل جابر تحت مسمى إعادة إعمار اليمن ، فهذه الأموال محسوبة على الأجيال القادمة وثمنا لدماء أولئك الذين قتلوا في هذه الحرب ، فليس من العدل أن تذهب إلى جيوب هؤلاء الفاسدين ، وقبل أن أختم ، أطالب محمد آل جابر ومعين عبد الملك بتقديم أسماء المشاريع التي نفذوها والمبالغ التي أنفقت عليها ، فهذا مطار عدن يفضح آل جابر والكهرباء العائمة تفضح معين ، وقبل ذلك مطار مأرب يفضح حكام السعودية ، وسنظل نذكرهم بكل ما قالوه ولم ينفذوه ، فشعبنا بحمد الله يملك ذاكرة قوية وهو يرصد كل اللصوص ويرقب حركة أرصدتهم .