الديبلوماسية الوقائية

الديبلوماسية الوقائية إذا كان الرئيس رشاد العليمي ورفاقه في المجلس الرئاسي يبحثون عن شعار لمرحلتهم هذه، فإنني أقترح عليهم شعار "العمل من الداخل"، على أن يتضمن ذلك عدم الالتفات إلى ما يكتب هنا وهناك وخاصة من خارج البلاد؛ لأن الشهود الحقيقيين ينبغي أن يكونوا متواجدين على الأرض. عليكم أيضًا عدم الغرق بعاطفة الوفاء لرفاقكم الذين كنتم معهم تجوبون أرض الله الواسعة بحثًا عن سبيل لاستعادة الدولة. هؤلاء الآن بلا حيلة ويفترض فك الارتباط بهم جزئيًا على الأقل، وإمعان النظر في كيفية مساعدة مواطنيكم الأكثر معاناة ومصلحة في إحداث التغيير من الداخل. لقد كان رجل الأعمال الاميركي وارن بافيت محقًا عندما قال: حينما ينحسر المد، تستطيع أن ترى من يسبحون عراة. والآن قد نبدو نحن الإعلاميون لبعض الوقت عراة بالفعل، كما لو أنه لم يعد لدينا من القضايا ما يكفي لجلب القراء والمشاهدين اليائسين إلى هذر لا يعنيهم. من المثير للدهشة ألا تكترث وسائل الإعلام والناشطون لحقيقة أنه منذ نحو 8 سنوات لم يلتق رئيس يمني بوزير خارجية أميركي أو أيًا من وزراء خارجية القوى الكبرى، إذ شطبنا العالم تمامًا على ما يبدو من حسابات القادة المارين بيننا عبر المدن والقارات. لهذا من الحكمة أن يدفع أي ناضج باتجاه، الديبلوماسية الوقائية لتفادي انهيار مأساة اليمنيين أكثر مما هي اليوم إلى دائرة النسيان التام وقبضة المليشيات والتنظيمات الإرهابية. ويجب على الغرب أن يكف عن الحديث بلساننا، بل الاستماع إلينا مهما كانت القنوات محدودة في البداية. وإذا كان بلينكن وإدارته يريدون صياغة حل يراعي الأغلبية، وضمان حقوق الأقليات، فعليهم إدراك أن 85 بالمائة من اليمنيين يؤمنون أن جذور الأزمة تعود إلى انقلاب جماعة مسلحة على التوافق الوطني، أما النسبة الباقية من المائة فإن المشكلة لديها هي حرب على السلطة ممتدة منذ القرن الحادي عشر للهجرة على الأقل.

مقالات الكاتب

اختلاق مسمى عرب ٤٨

اختلاق مسمى عرب 48 في عدن معيب ولا أخلاقي أبدًا. يجب الإصرار على التعافي من هذه الآفة المدمرة، خاصة...