كلمة الوزير الميسري والزامية الإصغاء !!

عندما يأتي الخطاب من رجل بحجم الاخ الوزير السابق المهندس  احمد الميسري فإن الاصغاء يكون لزاما على الأطراف المقابلة إذا كانت تنشد الاستقرار حقا وتهدف إلى استعادة الوطن ومؤسساته وذلك لما يمتلكه الرجل من تأثير على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والعسكرية.

تابعت كغيري الكلمة المسجلة للمهندس احمد الميسري نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق والتي جاءت تعليقا على الاحداث المؤسفة التي عاشتها وما زالت تعيشها محافظة شبوة حتى اللحظة والتي عمقت التصدعات في جسد الوطن المثخن بالجراح  .

كانت الكلمة كالعادة للاخ الميسري مفعمة بالحقيقة ومتشبعة بالوطنية التي يقترن ذكرها بأسم الرجل الذي عُرف برفضه للتبعية والخضوع وآثر أن يخوض معركته الوطنية معتمدا على الله أولا وعلى التفاف ابناء الوطن حوله وبالثبات على القيم الوطنية والحفاظ على السيادة ورفض المساومة وتبديد الكرامة.

يمتلك الوزير الميسري  قاعدة شعبية عريضة تتنوع (سياسيا وعسكريا وقبليا وشعبيا) ويمتلك رصيدا وطنيا لا يستطيع أحد المزايده عليه ، وهو بكل ذلك قادر على ان ينفذ تحذيراته التي حملتها كلمته لاطراف التدخل الخارجي ، أو لمليشيات الداخل ممثلة بمجلس مشاورات الرياض الذي فقد مبررات وجوده إضافة إلى فقدانه لشرعيته بعد جرائم محافظة شبوة ومسؤوليته عنها .

تحدث الميسري كالعادة  بلسان كل الوطنيين اليمنيين في الشمال والجنوب الرافضين لعبث دول التدخل في اليمن التي فقدت البوصلة وبدلا عن مقاتلتها لمليشيات الحوثي ذهبت إلى قتال ماتبقى من قوات شرعية تمثل مؤسسات الدولة في شبوة وغيرها من المناطق المحررة ، وحوّلت اليمن إلى مجموعة مليشيات اجيرة بارخص الأثمان تتبع مشاريعها المشبوهة والماسة بالسيادة الوطنية .

ولأن الكلمة جاءت من رجل بحجم الميسري فان إلزامية الإصغاء مطلوبة إذا كان لم يزل للعقل مكان ، فالرجل والتيار الوطني الواسع الذي يسنده ويقف خلفه يعني مايقول حين يحذر ، فهو الحر الذي لاتضعفه تسجيلات غرف النوم ، وهو الوطني الذي لايساوم على وطنه ، وهو الطليق الذي لاتكبله الارتهانات ولا السقطات أي كان نوعها ، وهو المتحرر من دماء الأبرياء التي تُسفك لاتفه الاسباب !

              عبدالكريم سالم السعدي 
                13 اغسطس 2022م

مقالات الكاتب