خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
يبدو أن قيادات الشرعية توافقت مع السعودية والإمارات على اختيار توقيت تصفية ما تبقى من مؤسسات الشرعية، بعد انتهاء معركة استعادة الدولة التي غدرت بها السعودية والإمارات وسارت في ركبها
قيادات الشرعية التي استطاعت أن تحرف النقاش الوطني العام حول سلوك هذا التحالف الغادر وحقيقة الدور، بل والخدمات التي قدمها لصالح الحوثي .
أشرت أكثر من مرة في أكثر من مقال إلى الدور التكاملي بين السعودية والإمارات، حيث تقوم الأولى بدور الطبيب المخدر والأخرى بدور طبيب الجراحة، لهذا يمكننا القول، إن اختيار توقيت معركة شبوة قد بدأ منذ خرج أبناء شبوة يطالبون برحيل الإماراتيين من منشأة بلحاف الغازية فتدخلت السعودية لأخذ مهلة لمدة شهر عملت فيها على إقالة المحافظ بن عديو وذهاب قائد القوات المشتركة المالكي إلى شبوة ليطلق معركة اليمن السعيد ونقل اليمن إلى مصاف الدول الأوروبية، طبعا السعوديون والإماراتيون يتعاملون مع اليمنيين بنوع من السخرية والاستهزاء، لذلك أطلقوا على معركة شبوة اليمن السعيد من باب السخرية باليمنيين .
ما يهمنا هنا هو تجاوب قيادات الشرعية من مجلس القيادة إلى الحكومة والبرلمان والشورى وقيادات الأحزاب السياسية مع هذا العبث والإصرار على بقاء السعودية والإمارات والهدف هو بقاء المصاريف والدفاتر مفتوحة واعتقدوا أنهم قادرون على حرف الجدل الذي لن يزول بخدعة هنا أو برعشة هناك، كل ما في الأمر أنهم أكدوا الانحدار العام في سلوك السلطة اليمنية وحولوا كرامة وعزة اليمني إلى ذل ومهانة ومسخرة .
لا أعتقد أن تصرفات السعودية والإمارات تجاه اليمن تحتاج إلى توضيح، فقد حملت من ركائز الخداع السياسي ما فاق الصدق السياسي، ولم يقتصر الأمر على التستر على جرائمها، بل أضحتا تجاهران بذريعة حزب الإصلاح بعد أن عززت الصورة الإعلامية على أنه فتنة وطنية وتسويق إعادة حزب المؤتمر إلى السلطة وتلك لعمري خديعة أخرى تلعبها السعودية والإمارات في تصفية قوى الثورة والجمهورية، فعلي عبدالله صالح لم يقتله الحوثيون، بل قتلته السعودية والإمارات يوم قتلت جميع قياداته العسكرية في القاعة الكبرى ولم يكن الحوثي سوى أداة، واليوم يريدون تصفية الوحدة والجمهورية بذريعة الإصلاح .
في كل مرة تجد السعودية والإمارات ذريعة للعبث بنا وبذاكرتنا، فقد توقفت معركة تحرير الحديدة بكذبة توقيع الشرعية على اتفاق ستوكهولم وانسحبت من الحديدة بكذبة التخلص من اتفاق ستوكهولم
وفتحت معركة شبوة بحجة تحرير مأرب واليوم نجد الحشود تتجه صوب العبر وحضرموت، وأمام كل هذه الأكاذيب يحاول العليمي والبركاني وبن دغر ومعين عبد الملك وبيان حزب الإصلاح بذكاء مرتعش تجاهل كل سلوك السعودية والإمارات ويمارسون حملات تضليل لتجميل صورة التحالف الغادر .
عداء السعودية والإمارات للوحدة والجمهورية لم يقف عند حدود مساعدة الحوثي بطريقة غير مباشرة، بل عملتا بكل التسهيلات الممنوحة له، ابتداء من تدمير مؤسسات الشرعية وانتهاء ببناء مليشيات استكملت مهمة التدمير الذاتي لمؤسسات الدولة في سابقة هي الأوقح سياسيا،فهما تقودنا من كذبة إلى أخرى، زعمت قبل أيام أنها تشرف على حوار اليمنيين فانتزعت منهم شرعيتهم وقبل ذلك زعمت أنها ترعى اتفاقا في الرياض فشرعنت للمليشيات .
لا ننكر أن السعودية ومعها الإمارات تبحثان عن حل لليمن، لكنه يقوم على رسم مشهد عموده الفقري سياسيا سلطنات ومحميات، بعد أن كان الهدف المعلن الخلاص من إيران ومليشياتها الحوثية، ليصبح الهدف هو الخلاص من الشرعية تحت ذريعة تصفية الإصلاح وسنخسر ما تبقى من وجودنا باسم الإصلاح في الجنوب، كما خسرنا وجودنا كله باسم الإصلاح في الشمال، ولا يتحمل هذه النتيجة سوى قيادات الإصلاح والمؤتمر بدرجة أساسية، ثم مؤسسات الشرعية من مجلس القيادة الرئاسي إلى الحكومة والبرلمان والشورى،وسيبكي هؤلاء غدا جميعا وطنا أضاعوه، كما سيبكون أموالا جمعوها ولم يتمكنوا من صرفها.