لماذا تحتاج النخب السياسية اليمنية لوسيط اجنبي لحل خلافاتهم

لم يعد.فشل النخب السياسية في اليمن بخلق مناخ سياسي توافقي دون وسيط دولي وإقليمي وليد اللحظه فتاريخ السياسي اليمني ملئ بالتجارب الفاشلة   أبرزها فشل اليمنيين القداما ليسجل التاريخ بداية الفشل الذي واجه الدولة الحميرية والصراع الذي تسبب بانتهائها وتحويل اليمن الى مستعمرة نتيجة سعي القوى السياسية اليمنية المناوئة للملك ذو نواس الحميري بجلب  الأحباش والرومان.

سعي للانتقام منه نتيجة صراع ديني بين معتنقي اليهودية والمسيحية لينتهي الصراع بتسليم اليمن للأحباش والرومان تحت غطاء سياسي ساهمت القوى السياسية اليمنية بانهيار حضارتهم انتقام من الملك الذي أعلن الحرب على نصارى نجران بتهمة موالاتهم الاحباش وتقديم الأموال لملكها باعتبارها دولة تجمعهم روابط دينية وهو ما اعتباره الملك ذو نواس خيانة وطنية وجب قتلهم  .

وبدل من سعي الملك لايجاد وسيلة سياسية تنهي الانقسام بين مكونات الدولة الحميرية ومنع التدخل الاجنبي المتربص باليمن والطامح لضمها لمملكته مستفيد.من معتنقي المسيحية وخلافهم مع الملك .

قدم لهم.الملك اليمن على طبق من ذهب باستخدامه ثقافة القوة والسعي لابادتهم دون احتوائهم واحترام معتقدهم وإن كان نهجهم يخالف عقيدة الملك الروحية لينهي بثقافة الانتقام والابادة ملكه على يد الأحباش المدعومين من الامبراطورية الرومانية مسنودين بخصومه اليمنيين .

ماجعله يجد نفسه يواجه جيش حبشي مسنود بخصومه اليمنيين الباحثين عن الانتقام دون ادراك أن انتقامهم لا ينهي خصمهم ولا يقوض ملكه وانما يحول بلدهم الى مستعمرة ولن تسلم لهم لادارتها ولن يكون حكام عليها وإنما خاضعين لحاكم يعينه الملك الحبشي وليس أمامهم غير طاعته .

ليقع خصومهم بنفس الخطاء متجاهلين أن الاستنجاد بالاجنبي لمواجهة الأجنبي لن يحل المشكلة وإنما يوسع فجوتها دون التعلم من الخطأ السابق الذي كان ثمنه تسهيل احتلال مملكتهم والبحث عن توافق سياسي يمكنهم من استعادة الدولة وطرد المحتل وفق رؤية  سياسية  تحفظ لكل طرف حرية التعبير والمعتقد في ظل قانون يحفظ لهم كرامتهم ويعيد لبلادهم مكانتها وموقعها كدولة مستقلة .

ليجلب سيف بن ذي يزن مستعمر جديد ليحل محل الاحباش وهم الفرس ليجد المواطن نفسه ضحية احتلال اخر يحكمه جلب بأيادي يمنية ايضا .

ورغم مرارة الماضي والثمن الباهظ الذي دفعه اليمنيين نتيجة أخطأ نخبه السياسية بجلب الأحباش والفرس  ذهبت قبائل صعدة لجلب الهادي الرسي ليحكم بينهم ولم يكتفون بذلك وإنما بويع إماما عليهم رافضين أن يتوال أحدا منهم ملك عليهم ليسلموا رقابهم للهادي الرسي .

ليسومهم سوم العذاب ويأتيهم بجيش استقدمه من الديلم وطبرستان ليقمعهم به ويوطد سلطانه عليهم وهو ما يعرف بتاريخ اليمن بالغزو الفارسي الثاني .

ليستمر الف عام يستعبد صعدة ويتمدد بين الحين والآخر ولكنه واجه مقاومة كبيرة جعلته يتراجع الى صعدة متحصن بجبالها مع ظهور دويلات أخرى تمكنت من دحر الزيدية مثل الصلحية والطاهرية والرسولية وغيرهم ولم يحكم اليمن حاكما يمني منذ سقوط الدولة الحميرية على يد الاحباش مسنودين بالمسيحيين اليمنيين الا على ابن الفضل اليافعي و لم تدوم سلطته طويلين ليخلفه الصلحيين وبدل من الاستقلال توجه الصلحيين لتقديم الولاء والطاعة للفاطميين بالقاهرة وتحت سلطتها تولوا الحكم باعتبارهم خاضعين للقاهرة لا دولة مستقلة .

ولم نتعلم من التجارب ايضا فبعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر توجه اليمنيين لاستحضار السعودية ومصر لينتهي صراعهم بعد توافق سعودي مصري بقمة الخرطوم وهي قمة جمعتهم للاتفاق على شكل النظام السياسي باليمن .

ظل الحكام اليمنيين يبحثون عن دول يعلنون التبعية لها لينقسم اليمنيين مابعد الامامة والإستعمار الى خصوم ينفذون اجندة الشيوعية  والراسمالية مغلبين مصالحها على مصالح وطنهم .

وبعد إسقاط نظام صالح وخروج  الشباب الى الشارع تساندهم.النخب السياسية المناوئة لنظام  معلنين أن خروجهم ثورة تهدف لإقامة دولة مدنية تقوم على أساس فدرالي تضمن الشراكة الوطنية وعدم هيمنة طرف معين على السلطة .

لينتهي مشروع الدولة المدينة بتسليم صنعاء للحوثيين متجاهلين أن ما يقومون به ليس الانتقام من نظام صالح وإنما الانتقام من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأن من تعاملو معهم باعتبارهم جماعة تبحث عن والمساواة ورفع الظلم عنهم ليس الا ادوات الامامة الطامحة بالعودة .

وهو نفس الخطوة التي ارتكبها صالح فبعد 33 سنة من الحكم باسم الجمهورية وحماية اهداف سبتمبر اعماه الحقد على خصومه وسلم البلاد للحوثي مستغل موقعه كرئيس لليمن طيلة ثلاثة عقود باسم الجمهورية لاعدائها لينتهي مصيره صريع بايديهم .

ورغم مرارة ما خلفته ثورة الشباب الشعبية كما أطلق عليها واستبدال شبه الدولة التي كانت في ظل نظام صالح بالفوضى الذي نعيشها اليوم وجد اليمنيين نخبهم وقياداة احزابهم تسلمهم للحوثي الذي يعلن باستمرار انه حليف اساسي لدولة ولاية الفقيه الايرانية  .

وبدل من اقامة الحوثي نظام حكم يمني اخالص كد أنه ليس اكثر من ممثل لما يطلق عليه الإيراني بدول محور المقاومة بزعامتها ليتجه خصومهم للسعودية والإمارات لتساعدهم ضد ادوات إيران .

ورغم ذلك لم توحدهم جرائم الحوثي بحقهم ولم يتمكنوا من بلورة مشروع يمكنهم من استعادة الدولة طالما هناك تحالف عربي يدعمهم في وجه حلفاء طهران ومحورها .

ليظل الانقسام وحده من يهيمن عليهم ليوجه كل طرف سلاحه بوجه الاخر ليغادر هادي السلطة وشكل المجلس الرئاسي باعتباره مجلس يضم كل القوى السياسية التي ترتبط بحلف مع دول التحالف العربي على أساس تجاوز المخاوف واشراك الجميع بما يضمن الحفاظ على مصالح كل طرف من الاطراف .

لا انه ايضا يواجه انقسام بين قياداته وبدل من حلها بالحوار توجه الجميع لرياض لحلها وتجاوز الخلافات التى للاسف فشلوا بتواصل الى رؤية تجمعهم ليتمكنوا من الاستقلالية ولو بشكل جزئي تمنحهم مساحة للمناورة السياسية وفق المصالح العامة للشعب دون وسيط  .

ومع ذلك نامل أن يفكر النخب اليمنية بعقلية رجال دولة يبحثون عن استقلال قرارهم السياسي ويضعهم امام حلفائهم باعتبارهم حليف قوي محكوم بالمصالح المشتركة والندية السياسية لا التبعية المطلقة وكانهم موظفيين يادون مهام لا حكام يملكون قرار ولن يكون لهم ذلك لا بتوفق يغلب مصلحة اليمن يجعلهم يظهرون بمظهر قوي امام حلفائهم لينالو احترامه

مقالات الكاتب