الحرب في اليمن تدخل عامها التاسع

يتابع العرب والعالم باهتمام ما يجري في الكيان الاسرائيلي من احتجاجات وتظاهرات مستمرة بلغت بعض ذروتها يوم أمس 26 مارس لرفض إضعاف السلطة القضائية لصالح دور للكنيست يمكّن رئيس الوزراء نتنياهو من الإفلات من عقاب قضائي محتمل نتيجة ثلاث تهم ضده بممارسة الفساد. 
إن أنظار العالم كلها متجهة نحو إسرائيل، وحكام العالم وعلى رأسهم واشنطن والدول الغربية يشاركون الفريق الرافض للتعديلات قلقهم من إضعافها "للديمقراطية" التي يختص بها اليهود في المقام الأول، ويطالبون بالحفاظ على وحدة الكيان المحتل ويحذرون من الانقسام. 
ومن الملاحظ أنه خلال هذه المظاهرات وحرائقها المحدودة يوم  أمس لم يستخدم مايسمى بجيش الدفاع السلاح ضد المتظاهرين ولم يجرح أحد، بعكس الحال عندما يتظاهر الفلسطينيون أو يقذف صبي مقاوم منهم حجراً لأن الدم اليهودي ثمين بعكس حياة الفلسطيني ودمه.
وهنا تجب الإشارة الى أنه مع  الانقسام في الشارع الإسرائيلي فإن مؤسسات الدولة وحلفائها موجودين وتؤدي وظائفها بكفاءة وأنها ليست منقسمة كالتي في يمننا الجريح والنازف دمه حيث يوجد أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من مجلس نواب وأكثر من جيش وأكثر من بنك مركزي وأكثر من قناة تلفزيونية تحمل نفس الإسم  الخ...
الاسرائيليون يختلفون فيما بينهم لكنهم متفقون على قضم أراضي فلسطين بالاستعمار الاستيطاني وجعل العرب دائماً ضعفاء وممنوع عليهم امتلاك مقومات حقيقية للقوة كالتي معهم ولذلك حاربوا مصر في عام 1967 والعراق الذي أنابوا عنهم امريكا وبريطانيا عام 2003 وأخيراً في سوريا منذ العام 2011..
لقد صادف يوم أمس 26 مارس مرور ثمان سنوات على الحرب في اليمن وسط صمت عربي ودولي، هذه الحرب سقط فيها أكثر من 400 الف قتيل وشردت الملايين وأصبح أكثر من 90 بالمئة من شعبها تحت خط الفقر ويعيش الكثير منهم على المساعدات الدولية ويموت فيها طبقاً لتقرير دولي نشر قبل يومين طفل كل عشر دقائق وتفككت فيها مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وضعفت أكثر وأكثر  الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والأسرة والتعليم والخدمات الصحية وتحولت إلى دويلات تقودها مجموعات مسلحة وغابت المرجعية الوطنية وضعف الولاء الوطني حد رفض البعض للمصالحة وإصراره على هزيمة خصمه بمال وسلاح الغير. لقد انهار الاقتصاد وانهارت العملة والاخلاق والقيم عند البعض ورأينا أن العالم لم يعد يهتم بما يجري في اليمن وغيرها من الدول التي تفككت بنسب متباينة كسوريا وليبيا والسودان والعراق ولبنان.
إن الدرس الإسرائيلي مهم لنا من حيث أن أمن الوطن ومصالحه العليا فوق الصراعات الصغيرة إذ لا أحد يخون الآخر في إسرائيل أو ينكر حقه القانوني في التعبير بالتظاهر والكتابة وحتى في الحديث في قنوات عربية وغير عربية ضد سياسة نتنياهو. 
السلطة وقائدها هناك يقودها بشر ليسا مقدسين وليسا رمزين يحق لهما انتهاك القانون، ونقدهما هو حقّ لا يُنكر وكذلك التظاهر السلمي ضدهما أيضاً، فهل نتعلم؟.

نعم للسلام.. لا للحرب..

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...