لبنان تحت النيران
لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...
موت إنسان خسارة كبيرة لأسرته بدرجة رئيسة، ولاهله وأقاربه وأصدقائه ومعارفه ، لكن موت فنان خسارة لكل هؤلاء جميعاً ، وفوق ذلك خسارة كبرى للوطن وللناس .. خسارة لا تعوض بكل المقاييس ، فلسنا نحظى كل يوم بمثل الفنان العالمي التشكيلي علي عوض غداف الذي انتقل إلى رحمة الله في هولندا بعد رحلة طويلة حافلة بالنجاحات ، امتدت كل عمره مع عوالم الفن والرسم التشكيلي ، ومع الرياضة ولعب كرة القدم ، ومع الإعلام والميكرفون ، انطلق خلالها من المحلية إلى العالمية .
الطفل الذي ولد ذات يوم في المكلا ، ودرس الابتدائية فيها ، والإعدادية في غيل باوزير التي أنجبت نخبة المتعلمين في حضرموت الذين تبوأوا أعلى المراكز في الحكومة والمجتمع في حضرموت والجنوب قبل وبعد الاستقلال وفي دولة الوحدة، وأبرزهم الدكتور فرج بن غانم رئيس الوزراء لليمن الموحد رحمه الله، وتعلم في كلية عدن واشتغل في التعليم فترة من الزمن ، وفي إذاعة المكلا ، وقدم برامج ثقافية ومسابقات فنية في إذاعة وتلفزيون جمهورية اليمن الديمقراطية ..ذلك الطفل برغم مواهبه المتعددة في الكرة ، والإعلام، والتدريس لكن عشقه وحبه الأبدي كان للرسم والفن التشكيلي والالوان والريشة ، فاخلص له وأصبح حب حياته ، فانطلق من المحلية إلى العالمية ، يضع لمساته، ويصنع لوحاته ، ويختار مواضيعه بعناية من البيئة المحلية ويوصل بها إلى العالمية عبر موهبة فذة وروح خلاقة.
عاش فترة في عدن ، وفي الكويت ، وفي العراق التي تزوج منها، واخيراً في هولندا حيث عاش السنوات الاخيرة من حياته ، لكن في كل مكان عاش فيه كان الوطن هاجسه يجسده بالألوان، ويرسمه بمداد القلب ..
وقد عرفته عن كثب عندما كان في عدن وكيلاً لوزارة الثقافة ، وأسندت إليه بعض الأعمال، من بينها النصب التذكاري لشهداء ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة في ردفان ، وأقام الكثير من المعارض الفنية التي اكتسبت صفة عالمية في العديد من عواصم العالم ، واقتنى لوحاته العديد من الحكام العرب خاصة في دول الخليج العربية وتحديداً في دولة الإمارات، كما اقتنته بعض الفنادق العالمية .
وتواصلت إتصالاتي به في مهجره الأخير في هولندا حتى أيامه الاخيره حين نعاه الناعي، ففقدت بموته صديقاً عزيزاً حساس المشاعر، وفقد الوطن واحداً من أنبغ أبنائه الموهوبين في عالم الرسم والفن التشكيلي والالوان .
رحم الله الفنان والصديق العزيز علي غداف وغفر له وأدخله الجنة ..وألهم أهله وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان وبصفة أخص ولديه اوسان ومعتز .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
الرئيس علي ناصر محمد