خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
إلى كل اليمنيين الأحرار الصامدين والصابرين الذين أعلن عليهم السعوديون والحوثيون الحرب وهاهم اليوم يعلنون السلام الكاذب ، أيها الأحبة في كل مدينة وقرية أقول لكم إن المؤامرة كانت على جمهوريتكم وعلى مشروعكم الديمقراطي المتفرد في المنطقة ، ولهذا أقول لكم لن تسقط جمهوريتكم تحت سيطرة الانقلابيين في صنعاء وعدن ولن يقبل الشعب اليمني أن تستباح حريته ليعود الكهنوت الإمامي في صنعاء والمحتل الغاصب في عدن .. إنني أخاطبكم في هذه اللحظات الأليمة والحزينة التي يعيشها الوطن وتعيشها صنعاء وعدن وتعز الحبيبة التي كنا ومازلنا نريدها منارة الثقافة والمثقفين وقد تحولت اليوم إلى غابة تفترسها الأحقاد وتمزقها الطرقات المغلقة وتسيل منها دماء الأبرياء ، في الوقت الذي منها رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان ..
إنها لحظات مؤلمة تعيشها اليمن بما يجري في صنعاء من لقاءات حميمية بين طرفي العدوان الداخلي والخارجي وقد استبعدا حتى شركائهما في هذه الحرب ، فلا شركاء السعودية حضروا ولا شركاء عصابة الحوثي حضروا أيضا ، ليتضح الأمر أن شركاءهم فقط في الحرب وليس في السلم ، لأن الهدف هو إسقاط المشروع الديمقراطي والنظام المدني وإلغاء التداول السلمي للسلطة التي كان الشعب اليمني قد توصل إليها في مؤتمر الحوار الوطني الذي انقلبت عليها عصابة الحوثي واستباحت البيوت والمؤسسات.. إن بيوتنا وحرماتها ومؤسسات الدولة ونظامنا الديمقراطي الذي ارتضيناه وكنا السباقون إليه في المنطقة العربية أصبح في قبضة المليشيات الحوثية والمليشيات التي صنعتها السعودية والإمارات.. زعموا أنهم يحمون الوطن من الغدر وغدروا به ، وأنهم يحمونه من العدوان واعتدوا عليه ، نادوا بالشراكة واستأثروا بالسلطة ، روجوا للسلم وانقلبوا عليه وعمدوا إلى تقسيم اليمنيين وميزوا بينهم بين شريف ووضيع ووطني وخائن..
سارع أشقاء لنا زعموا أنهم سيحررون صنعاء ، فأسقطوا عدن وزرعوا المليشيات الانفصالية وصنعوا شرعية يغسلون بها مشروعهم التدميري
وبدلا من أن يتركوا الشرعية تتجه إلى صنعاء لتحريرها اتجهوا هم إلى التوقيع على تسليمها ، وقبل ذلك كانوا قد اتجهوا إلى الحديدة لتسليمها وإضفاء الشرعية على الحوثي في اتفاق ستوكهولم وانصرفوا
للسيطرة على جزيرة سقطرى وميون ومطار الغيضة والمكلا ومنشأة بلحاف وحولوها إلى قواعد عسكرية ، وبالمقابل كان الحوثي يقطع الطرقات في تعز ولا ندري هل كان بذلك يقطع الإمدادات عن السعودية والإمارات ، أم يحاصر أمريكا وإسرائيل ؟ ..
لقد ذهب السعوديون إلى صنعاء للجلوس مع الحوثي ، ليس من أجل السلام في اليمن وإنما من أجل استكمال محاصرة الجمهورية ووأد مشروع الديمقراطية ، بالأمس احتكرت السعودية والحوثي قرار الحرب ومتى وكيف تكون واليوم يحتكرون قرار السلم ، دون إشراك اليمنيين بذلك ، حتى من زعموا أنهم شركاءهم في الحرب لم يحضروا لقاءاتهم وانفردوا بها لوحدهم ، يعتقدون أنهم سيخدعوننا للمرة الثانية باستخدام المسكنات والتخفي خلف عبارات السلام الملتبسة بدون أن يسقط الحوثيون مزاعمهم بالحق الإلهي في الحكم وبدون أن تتحمل السعودية مسؤوليتها في إعادة إعمار اليمن بوصفها قائدة للتحالف الذي دمر اليمن..لن نسمح للسعودية ولا للحوثيين أن يتصرفوا في حقنا في العيش في بلدنا وفق ما توافقنا عليه من نظام جمهوري ديمقراطي ولن نجيز ما تقوم به السعودية من تدخل في شئوننا..لن يكون هناك سلام مالم نناقش المشكلات الحقيقية التي أدت إلى الحرب
والدعوة هنا للأحزاب السياسية أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في حماية النظام الديمقراطي وحفظ السلم الأهلي ، وهو مالم تقم به قيادات الأحزاب من الصف الأول ، فلتقم به قيادات الصف الثاني والثالث..
أيها اليمنيون ، لقد أسقط آباؤكم قبل ذلك إمامة الخوف والمحتل ولا يمكن لهما أن يعودا..علينا أن نفكر ونتبصر في أن بلدنا يستحق منا أن نعمل لإنقاذه وإنقاذ أنفسنا ، ومن يريد أن يدير حوارا ويصنع سلاما أو حتى انفصالا فليفعل ذلك من خلال مؤسسات الدولة وليس من خارجها .