بعض مفارقات صفقات التبادل اليمنية

اهم المفارقات في كل صفقات التبادل بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي سواءاً في الصفقات المحلية او الصفقتين التي جرت برعاية الأمم المتحدة هي ان الحوثيين يبادلون المدنيين الذين اختطفوهم من منازلهم ومقار عملهم بعسكريين اسرتهم قوات الحكومة من جبهات القتال الممتدة على الخارطة اليمنية .

عجز الحوثي عن تغطية العدد الهائل من اسراه لدى الحكومة فلجأ الى اختطاف الآلاف من المدنيين والناشطين والخصوم السياسيين والصحفيين ولفق لهم تهماً باطلة بل أصدر بحقهم احكاماً وصلت الى الإعدام ،وهذا كان بهدف ابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي للرضوخ لمطالبه باطلاق قياداته وافراده المأسورة .

الدليل على ذلك ان الحكومة افرجت عن عدد هائل من الاسرى مقابل القليل من مختطفي واسرى الحكومة، وهذا ما رايناه جلياً في الصفقة الاخيرة ، 706 من الاسرى الحوثيين مقابل 181 من المختطفين وبعض الأسرى التابعين للحكومة .

تتمثل المفارقة الثانية في اهتمام الحوثي بشكليات الإستقبال المحدود ليوحي لمناصريه ومؤيديه انه على اهتمام بهم، والواقع انه بعد تصويرهم في المطار اخفاهم ، وهذا ما أكده موقع "المصدراونلاين" عن والد أحد أسرى الحوثيين المفرج عنه في الصفقة الأممية الأخيرة .

عاد مختطفي وأسرى الحكومة الى عائلاتهم كونهم المتضرر الأول من غيابهم بينما اختطف الحوثيون أسراهم الى أماكن مجهولة يتم فيها شحنهم طائفياً ومذهبياً وربما إعادتهم الى الجبهات .

لم تصدر سلطات الحوثي قراراً واحد لمؤسساتهم بالإهتمام المادي والصحي لأسراهم ولم تُقم لهم المهرجانات والاحتفالات - ماعدا يوم الاستقبال الشكلي الذي يُظهر قيادتهم فقط وهي تلتقط الصور بجانب الأسرى - التي ترمم معنويات الأسير ، بل اكتفت المليشيات بتصريحات تؤكد نيتهم نقل أسراهم الى جبهات القتال.

بينما أصدر رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي توجيهاته بصرف مبالغ مالية لكل المختطفين والأسرى وتشكيل لجنة صحية وقانونية للإهتمام بوضعهم .

كذلك تتواصل في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية الفعاليات والمهرجانات المبتهجة بحرية الأسرى والمختطفين والتكريم منذ لحظة الوصول واصدرت قيادات الدولة عدد من القرارارت بصرف مبالغ مالية -وان كانت محدودة ولا ترتقي لحجم معاناتهم- بل يتسابق القادة العسكريين بتكريم منتسبيهم بما يساعدهم بشكل محدرد في لململة جراحم وتعويض نضالاتهم المادية والمعنوية.

هذا المفارقات تُظهر جلياً عقليات وقناعات رجال الدولة ومسوؤليتهم أمام أبناء الشعب اليمني وبين عقليات وقناعات قيادة المليشيا التي تعتبر عناصرها وقوداً للحرب وملفات للإبتزاز ولا اهتمام لها سوى استمرارا المعارك وعودة الأسرى الى جبهات القتال .

عانت أسر المختطفين والأسرى بما فيهم عائلات أسرى الحوثيين من فقدان ذويهم وغيابهم لسنوات وانعكس ذلك على نفسياتهم وامكانياتهم ،الأمر الذي يتطلب تعويضاً يعيد اليهم بعض ما فقدوه لكن قيادة مليشيا الحوثي لا تأبه بالمعاناة بل هي أصلاً تسعى لنهب المال العام و الخاص من اليمنيين وتسرق المرتبات فهل نتوقع منهم الإلتفات لوضع الأسرى وذويهم .

عصام بلغيث

مقالات الكاتب

العيد وعذابات السجون

لا اجهل ما تفكرون به الان وما تعانون وما تريدونه في تلك السجون . اثنا عشر عيدا قضيناها معاً داخل سج...