أطلقوا سراح عدلان !

ماذا ستستفيد السلطة من سجن الصحفي عدلان ملاح، الذي تقول الأخبار الواردة من السجن أنه يعاني تبعات ثقيلة لإضرابه عن الطعام منذ أيام؟ لا شيء غير زيادة القلق والإحباط في نفوس الناس الذي خلفته الضبابية حول الوضع العام للبلاد ، ونحن على مقربة من موعد الرئاسيات،  الذي يبدو أنها ستكون ساخنة على غير العادة.  

ليس من عادتي مناقشة أحكام القضاء حتى لو كانت متعلقة بي شخصيا، لكن الفيديو المسرب حول الخلاف الذي نشب بين ملاح والشرطي والذي بسببه سجن الصحفي لا يستدعي هذه العقوبة القاسية في حق شاب مقبل على الحياة، حتى وأن كنا نختلف مع ما ينشر من أخبار تحتاج أحيانا إلى التدقيق والتحقق من صحتها. فهل يدفع ملاح ثمن "ادعائه" أن دركي ضربه في السجن وقال له " هكذا لن تتجرأ وتتحدث عن سيدك فلان" ، وإن كان بيان للدرك كذب الادعاء وفي كلتا الحالتين يمكن أن يكون عدلان كبش فداء أو بالأحرى عبرة للآخرين حتى لا يتجرؤوا ويحذون حذوه.  

لا نطالب بتبرئة عدلان فالعدالة سيدة، لكن نطالب بإطلاق سراحه ، "فجريمته" إن صح التعبير لا تستحق عقوبة بهذه القسوة، ومهما حاولوا التحايل لاتهامه بتهمة أو تهم لا صلة لها بعمله الصحفي، فتبقى أسباب  كامنة وراء هذا الحكم القاسي لها علاقة بمهنته، وهي مساس بحرية التعبير ، فالوقوف أمام المحكمة أو التظاهر تضامنا مع سجناء آخرين ليس جريمة بل يدخل في إطار حرية التعبير التي يقرها الدستور، مادامت سلمية، فمن من مصلحته سجن عدلان؟ .

أطلقوا سراح الصحفي ، لأن القضية لا تستحق كل هذا التهويل. نعم نحن نعرف أن القانون فوق الجميع، وللشرطي مثلما للدركي ومثلما لكل مواطن الحق في الاحترام ، لكن عدلان أيضا له الحق في محاكمة عادلة، فالحكم القاسي الصادر في حقه بسنة سجنا يضر بسمعة العدالة أيضا. لا أريد أن أقارن قضية ملاح بقضية محمد تامالت والتي أرفض أن يكون ضحية حرية تعبير، لكن تدهور صحته بسبب إضرابه عن الطعام ممكن قد يؤدي إلى نفس النتيجة، الوفاة لا قدر الله أو يخلف عاهة مستديمة، وفي هذه الحالة ستقع كامل المسؤولية على العدالة. فإذا كان رئيس الجمهورية عفا كذا مرة على صحفيين انتقدوه انتقادات لاذعة وأسقط عنهم عقوبة السجن ، وأكد ألا يسجن صحفي لأسباب مهنية، فكيف لا يعفو الشرطي الذي تشاجر مع ملاح عن الصحفي الشاب، أم أن قوانين المصالحة تطبق فقط على الارهابيين.؟

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...