صالح منصر السييلي: لفتة!
صالح منصر السييلي، عميد، تولى وزارة أمن الدولة، تولى محافظة عدن، بعد مقتل سعيد صالح، عارض إقامة وحدة...
ربما كان الكولونيل صالح مصلح قاسم غلطة في المكان والزمان.. وهو مهما كان من بين الارقام الصعبة في قيادة ج ي د ش.. وقد ترددت كثيراً في تناوله في اي حديث، اولاً لعدم اقترابي منه بما يكفي، فما اعرفه فيه وعنه قطعاً اقل كثيراً مما اجهله عنه، وثانياً لشخصيته المركبة شديدة التعقيد.. هو من تلك الوجوه، دعونا نقول التي تعشقها الكاميرا.. وهو خليط من العسكري الشجاع والمحنك.. ومن البلاي بوي العصري الماجن.. ومن دواهي السياسة النادرين.. وهو فوق كل هذا وذاك ماكر شديد المكر، بارع في اللعب بالبيضة والحجر كما يقال، تجده تقريباً في كل شيء كرجل مافيا من قادة العمل تحت الارض.. غلطة في المكان والزمان كما غلطة موته التي حدثت بالخطأ.
تمرس بتدرجه في العمل القيادي فقد شغل وزارة الداخلية، وهي وزارة هامة كما هو معروف.. ثم وزارة الدفاع من بعدها وهي الاهم.. حين كان وزيراً للداخلية في نصف السبعينيات الثاني رايته مع مساعديه يلاحقون شباباً من عيال البلاد، علئ رصيف طريق اروئ المقابل لنادينا-نادي الفنانين-
بجانب سينما برافين، يلاحقون الشباب لقص شعورهم التي طالت، وبناطيلهم التي توسعت اثناء ما عرفت بموضة الشارلستون!
تولى وزارة الدفاع بعد ذلك في يوبيل الجيش الاول ودخل مرحلة الجد.. ظهر الرجل الكامن فيه بكامل مهاراته.. طور كثيراً اداء تلك الوزارة، وطور مهام الجيش وحسن ادائه وزاد من رفاهيته.. في الغذاء والملبس والمسكن والمشرب.. نسيت ان اذكر اواخر عهده بوزارة الداخلية حين منع القات باستثناء يومين في الاسبوع، حدثت فوضئ عارمة في اسواق القات اخمدها بحكمته بسلام.. ورأيته بنفسه في شوكي كريتر (مركز الشرطة) يشرف.. وحتى يبيع القات للزبائن ويسلمهم اياه بيده !!
آلت ملكية نادي عروس البحر Mermaid Club للجيش وهو النادي الذي كان يرتاده ضباط سلاح الطيران الملكي في الزمن البريطاني.. ملأه الكولونيل مصلح بادوات رياضية للجمنيزيوم وما شابه، وملأ الكانتين التابع للعروسة بانواع البضائع من مشرب ومأكل ووفر لعساكره كل اسباب الرفاهية.. هي عقلية داهية بلا منازع، تولى عمليات ادخال السيارات بكل انواعها من منفذ العبر وغير العبر.. وعرفت كوادر ج ي د ش لاول مرة السيارات الخصوصية.. ولم يكلف خزانة الدولة قرشاً واحداً..بل على العكس، رفدت تجارته تلك ميزانية الدولة باموال كثيرة.
كان الكولونيل بعقلية تايكونات الرأسمالية ايضاً..يبيع السلاح.. ويهرب القات والتمباك.. وغير هذا.. كان يدير امبراطورية مالية صغيرة علئ قدر صغر موقعها.. وفي السياسة ودهاليزها كان يبسط رعايته الشاملة على رجال السياسة وعساكر الجيش من الوافدين من شمال اليمن الحبيب ممن شكلوا جبهة معادية لنظام صنعاء.. وفيهم كان هو الاب الروحي مثل الدون كورليون في الرواية الامريكيةالشهيرة.. اما قمة اعمال الكولونيل مصلح العبقرية.. فقد كانت هندسته للاطاحة برئيسين في ضربة واحدة:سالمين في عدن، والغشمي في صنعاء.. دبر شنطة التفجير القاتلة-بمساعدة استخبارات شيوعية طبعاً-والاهم دبر الشخص الذي سوف يحملها وهو يعرف مافيها ونتائجه الوخيمة-قيل ان الرجل كان من اقارب مصلح، وانه خفيف العقل- فكتب وصيته وذهابه الئ جنة حور العين باستشهاده (صورة من كلامه بخط يده في كتاب الف ساعة حرب للمؤلف الشميري، ملياردير من قيادات حزب الاصلاح)
الكولونيل صالح مصلح قاسم شخصية جذابة بحق قد لا ينتهي بنا الوقت ونحن نتحدث عن حياته ومغامراته في تلك الحياة.. هو انسان جذاب لايملك من يعرفه ويقترب منه الا ان يحبه.. ولقد كان الرئيس علي ناصر محمد يحبه كثيراً..وقد رأيت مصلح يعانق ناصر بحرارة بالغة في عيد ميلاده الذي كنت حاضراً فيه.
وانت عزيزي اراهنك بانك اذا اقتربت من مصلح وعرفته.. لن تملك الا ان تحبه