لبنان تحت النيران
لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...
بعد مرور 70 يوماً من الحرب على غزة الصامدة والمدن الفلسطينية التي تعتبر أطول حرب في تاريخ الحروب العربية مع اسرائيل، أثبت الشعب الفلسطيني الصامد أن إرادة الشعب لا تقهر في وجه الجيش الاسرائيلي الذي كان يقال عنه أنه لا يقهر، وألحقت هذه الحرب به وبالكيان الاسرائيلي خسائر مادية وبشرية ونفسية كبيرة.
ولأول مرة في تاريخ الحروب مع اسرائيل تدور الحرب داخل الأراضي الفلسطينية وليس على حدودها مع الدول المجاورة.
فالحرب في غزة والمدن الفلسطينية ليست ضد جيش أو فصيل فلسطيني ولكنها تحولت إلى معركة مع الشعب في غزة والمدن الفلسطينية.
لم تكسر هذه الحرب إرادة هذا الشعب الصامد الذي ضحى بعشرات الالاف والجرحى والذي يدافع عن أرضه وعرضه وأمنه واستقراره وتاريخه ووجوده في ظل صمت رسمي عربي واسلامي ودولي، بينما الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي يقف مع غزة والمدن الفلسطينية، وهذا يدل على تضامن شعوب العالم المحبة للسلام ضد القهر والظلم والاستبداد والاحتلال.
لم يحصل في التاريخ أن صمد شعب تعداده أكثر من مليونين نسمة على أرض مساحتها لا تزيد عن 350 كم مربع بوجه القتل والدمار والحصار وانقطاع الكهرباء والماء والدواء والغذاء وتدمير المستشفيات والأحياء السكنية والمدارس بينما يحل فصل الشتاء والبرد القارس والأمطار وهذا الشعب ليس بحاجة للمساعدات الانسانية فقط بل وقف الحرب.
ونحن واثقون أن ارادة الشعوب ستنتصر مهما طال الزمن وغلي الثمن، بفضل صمودها البطولي في وجه محتليها ولأنها تنشد السلام وتحظى بدعم الرأي العام العالمي الذي يضغط على الحكام لايقاف الحرب كما حصل في فيتنام والجزائر وغيرها من الدول.
ونحن لسنا مع الحرب ولكنا مع السلام العادل وتنفيذ قرارات الامم المتحدة بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
فلا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط و المنطقة إلا بالحل العادل للقضية الفلسطينية بدليل ما يجري اليوم في المنطقة.
المجد والخلود لشهداء الثورة الفلسطينية
الشفاء العاجل للجرحى
جمعة مباركة
علي ناصر محمد