‏دردشة حول الموقف الامريكي المنتظر بتاريخ 16

من الخطا ان يراهن البعض على الموقف الأمريكي والغربي بشكل عام
لحل أزمات المنطقة وصراعاتها وكأنها تملك عصا سحرية لتسوية نزاعاتها او ترياق لمتاعب المنطقة وقضاياها المعقدة

وهذا اعتقاد سائد لدى كثير من النخب والمثقفين بدول منطقتنا ان الحلول والتسويات وسلطان الحل والربط لمشاكل الشرق الاوسط والمنطقة دائما بواشنطن

ولكنها آراء غير دقيقة وليست واقعية امام حقيقة الامر 
فمن كان جزء من المشكلة هو جزءً من المصيبة ولن يصنع لك الحل أو يساعدك مجانًا !

ومهما تطور الموقف الامريكي فانه يتطور بإتجاه مصالحة اولاً
ووفق السياسات المرسومة من الإدارات المتعاقبة

ومهما بلغ من الدعاية السياسية والدبلوماسية 
فان المواقف الغربية من قضايا المنطقة بصراعاتها وملفاتها المُرحلة

لاتصل لمرحلة تاييد الاستحقاقات العادلة او حسم مستقبل إي صراع في اي دولة بالعالم على الحق او الباطل !

وهي تبقي دائمًا على مايسمى بسيطرة وتبعية إدارة الصراعات والحروب معًا 
واستمرارية حاجة دول المنطقة لها تحت غطاء واشكال مختلفة

ويبقى الدور الحاسم والفعال للاطراف السياسية المحلية والقوى الوطنية الداخلية 
مع أهمية دور إقليمي محوري يشترط ان يكون إيجابي 
واهل مكة ادرى بشعابها ، وهم من يكتوون بنارها

لذلك مهما تطور الموقف الأمريكي بشان اليمن لن يصل الى حالة التدخل المباشر وحسم الامور لصالح اي طرف داخلي أو اقليمي !

تستطيع امريكا وبكل بساطة ان تستوفي معايير تصنيف الحوثيون كمنظمة إرهابية أجنبية 
ولا يحتاج ذلك جهود دبلوماسية واسعة

ولكن الواضح انهم غير متحمسين للذهاب لمرحلة تعيدهم الى المربع الاول في صراعات المنطقة

ولهم حسابات اخرى منها إستراتيجي معد للشرق الاوسط والحديث عنه واسع ،

ومرحلي كاعتقادهم بان هذه الخطوة تقوض جهود ومحادثات السلام بين الرياض وصنعاء والشرعية اليمنية

الطرف الآخر الذي يلاعب الأمريكان في المنطقة قارئ لكل هذه الحيثيات والرسائل 
ومستوعب حالة الإدارة الحالية

وهناك الى الان توازان في الأفعال وردود الافعال والتزام الاطراف بقواعد الاشتباكات

الى درجة قد يعتقد المتابع بان هناك حالة من التنسيق وقواعد لعبة خاصة بين الاطراف للتعامل مع مجريات الاحداث واي تصعيد او تطور

إجمالا الوضع وصل الى حالة متشبعة من التأزيم والتوترات والتصعيدات 
وهذا دون شك خطير جدا 
يضع المنطقة على قرن ثور

لكنه بالمقابل يضع الجميع امام قلق ومسؤولية تاريخية بأهمية خفض التصعيد وإطفاء الحرائق والتهدئة والاحتواء

والتشجيع على الذهاب الى اي حلول وتسويات ممكنة تمنع الانزلاقات نحو مزيدا من حروب المنطقة

حلول لاتقتل الذئاب ولاتفني الغنم ! 
ولكنها للأسف قد ترعى مع الراعي وتآكل مع الذئب !!

انتهاء الثريد

مقالات الكاتب