لفتات في محافظة لحج
خلال سبع سنوات من التجوال في بعض القرى النائية بمحافظة لحج وذلك لأجل تلمس بعض حاجياتهم من حفر الآبآر...
تحت وطأة صيف حارق يئنّ فيه أهالي عدن من شدة الحرارة تزداد معاناة المواطنين جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لتتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
ففي الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى التبريد يضطرّ سكان عدن إلى العيش في ظروف بدائية دون كهرباء تشغل مكيفات الهواء أو مراوح السقف ناهيك عن الأجهزة الكهربائية الأساسية الأخرى.
وتزداد مأساة المواطنين سوءًا مع غياب أي اهتمام حقيقي من قبل المسؤولين لحل هذه الأزمة المزمنة. فبدلاً من العمل على إيجاد حلول جذرية تكتفي الجهات المعنية بتقديم أعذار واهية لا تُقنع أحدًا وتُلقي باللوم على عوامل خارجية دون تحمل أي مسؤولية عن تقصيرها.
ففي كل مرة تنقطع فيها الكهرباء تخرج علينا التصريحات الجاهزة التي تتحدث عن نقص الوقود أو الأعطال الفنية دون أي خطوات ملموسة على أرض الواقع لمعالجة هذه المشكلات.
إنّ أهالي عدن لم يعودوا يُصدّقون هذه الأعذار الواهية فهم يعلمون تمامًا أنّ أزمة الكهرباء ليست وليدة اللحظة بل هي نتيجة تراكمات من الإهمال والفساد وسوء الإدارة على مدار سنوات طويلة.
فالمسؤولون عن الأمر لم يبذلوا أي جهد حقيقي لتحسين البنية التحتية للشبكة الكهربائية ولم يعملوا على صيانة محطات التوليد بشكل دوري كما أنهم لم يُكلفوا أنفسهم بالبحث عن حلول بديلة لتوفير الطاقة مثل الطاقة الشمسية أو حتى طاقة الرياح.
إنّ صمت الجهات المعنية على معاناة أهالي عدن يُعدّ جريمة لا تُغتفر فلا يجوز الاستمرار في تجاهل هذه الأزمة بينما يُحرم المواطنون من أبسط حقوقهم في العيش الكريم.
وهاهم أهالي عدن اليوم يُطالبون بوضع حد لهذه المهزلة وتحميل المسؤولين عن تقصيرهم وإيجاد حلول جذرية لأزمة الكهرباء التي تُعذّبهم منذ سنوات.
فلا صيفٌ يُطاق بلا كهرباء ولا حياة كريمة في ظلّ هذا الحرّ القاتل والإهمال المتعمد من قبل المسؤولين.
ختاماً
لا بدّ من التأكيد على أنّ أزمة كهرباء عدن ليست أزمة تقنية فحسب بل هي أزمة إنسانية وأخلاقية تتطلب حلولاً عاجلة وتغييرًا حقيقيًا في طريقة إدارة هذا الملف من قبل المسؤولين .