300 يوماً من الصمود تصعيد اللاعودة الإسرائيلي وخطره على السلام الدولي*

قامت دولة الاحتلال العدوانية  بقصف الضاحية الجنوبية في بيروت في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي تمنع استهداف المدنيين  ومصالحهم وأن يكون الاغتيال سياسة دولة. إن ما قامت به إسرائيل هو اعتداء سافر ومتعمد على شعب لبنان وعلى سيادته الوطنية.
إن هذه الجريمة ستضاف إلى جرائم الاحتلال المستمرة منذ عشرة أشهر ضدّ أهالي غزّة الذين يواجهون قوات الاحتلال بصدور عارية وضد الضفة المحتلة، وسكانها.. إن غزة تتعرّض لنزوح جماعي وتطهير عرقي وسياسة تجويع متعمدة وقتل ليس المدنيين العزل وحدهم بل للصحفيين وآخرهم يوم أمس الصحفيان الفلسطينيان إسماعيل الغول ورامي الريفي وهنا يجدر التذكير باغتيال إسرائيل المتعمد للصحفية البارزة شيرين أبو عاقلة قبل انتفاضة 7 اكتوبر. لقد بلغ عدد الصحافيين الذين اغتالتهم إسرائيل  162 صحافياً ولو لم تشعر أنها محمية لما استمرت في وتيرة القتل التي لم تتوقف ماكينتها التي تتزود بزيت القتل من خارج إسرائيل.

لقد حان للولايات المتحدة بالذات كشريكة في حرب الإبادة والتطهير العرقي أن تقول لإسرائيل كفى وأن تتعاون مع المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في إدانة ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم من قادة إسرائيل العسكريين والمدنيين والمُشرّعين كي لا يهربوا من يد العدالة كما حدث قبل وبعد إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948.

لقد توّج المعتدي الإسرائيلي إجرامه باغتيال القيادي الفلسطيني الشهيد اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال تواجده في طهران وبذلك أضاف إلى سجله الإجرامي ما يرقى إلى تسميته بكيان القتل والاغتيال والحرب والإجرام الذي لا يريد للمنطقة الاستقرار  والأمن..
وإذا كان  العالم الغربي "الديمقراطي" الصامت حريصاً على السلام وعلى مصالحه في المنطقة التي يحميها السلام وليس إسرائيل فعليه أن يدين وبأشد العبارات سياسات إسرائيل التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء مما ينذر بتوسيع الصراع في المنطقة والإضرار بمصالح هذه الدول نفسها.  

إننا نناشد امريكا على وجه الخصوص كداعم أول لإسرائيل أن تتحمّل مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن وأن تترجم ما تدّعيه من قيم ديمقراطية ودعم للحرية أن تجسّد هذه القيم في سياساتها في منطقتنا العربية وتنهي الصراع العربي- الإسرائيلي في إطار تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في الحرية والخلاص من الاحتلال وبناء دولته المستقلة.

إن على المجتمع الدولي وعلى رأسه امريكا إلزام العدو باحترام التزاماته الدولية وميثاق الأمم المتحدة، بوضع حدّ لعدوانه وبوقف حرب الإبادة ضدّ أهالي غزّة والقمع والتنكيل اليومي بمواطني الضفة المحتلة ووقف الانتهاكات والاستفزازات في المسجد الأقصى، ووقف هجماته العسكرية على جنوب لبنان والعمل مع بقية أعضاء  مجلس الأمن على إصدار قرار يحمّل إسرائيل مسؤولية كل الخراب والدمار في غزة والضفة وجنوب لبنان ويلزمها  بإعادة إعمار ما دمرته وبتعويض الشهداء والمصابين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من غذاء وماء ودواء؛ وإجبارها كدولة محتلة لشعب آخر على الانسحاب من غزة ومن جميع الأراضي العربية المحتلّة وتمكين الشعب  الفلسطيني من إقامة دولته الوطنية المستقلّة وعاصمتها القدس، وعودة اللّاجئين إلى وطنهم  استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. 

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...