السعودية وهادي والشرعية الدستورية
مناصرو الرئيس هادي، لم يعد يجدوا أي شيء يدافعوا به عن الرجل الا "اتهام غيرهم بالخيانة للمارشال والان...
قال كثيرون منذ وقت مبكر إن تحالف الرئيس #هادي مع الإخوان، ستكون له عواقبه الوخيمة، ها هي مصر عضو التحالف العربي، ترفض عقد مؤتمر يزعم القائمون عليه انه لمناصرة الرئيس والشرعية، بسبب ان القائمين على المؤتمر من تنظيم الإخوان الذي تحظره القاهرة.
ماذا يعني ان عضوا في التحالف العربي يرفضك، ماذا تبقى للشرعية، لم يتبق أي شيء؟.
يعلم هادي أكثر من غيره، ان الإخوان ذهبوا للتحالف مع الحوثيين بعد سقوط عمران في "يوليو 2014م"، وحين اتجه الحوثيون إلى صنعاء، كانت قوات الفرقة الأولى مدرع تسلم لهم العاصمة اليمنية دون قتال، ويفر زعيمها صوب السعودية، ولسان حاله يقول تستاهل.
كان الحوثيون يحاصرون الرئيس في منزله بشارع الستين، في حين كان الإخوان يخوضون لقاءات ومشاورات في فندق موفنبيك، للاتفاق على رئيس جديد خلفا لهادي.
بل ان الإخوان والمؤتمر والحوثيين، دفعوا محمد سالم باسندوه الى تقديم استقالته، ليس لهادي ولكن لهم، مقابل ان ينصبوه رئيسا خلفا لهادي.
وقد كان اختيار باسندوه، بطلب من حميد الأحمر الذي رشح باسندوه لخلافة هادي، والحوثيون وافقوا على ذلك المقترح.
ويعلم هادي من هي الدولة التي أحبطت كل تلك المؤامرات ونجح هادي في الإفلات من الحصار والوصول الى عدن، في الـ21 من فبراير 2015م، في ذكرى انتخابه رئيسا توافقيا، رفض الجنوبيون تنفيذ انتخابه في بلادهم.
وصل هادي في اليوم الذي يصادف ذكرى قتل وجرح قوات الأمن اليمني للعشرات من الجنوبيين، في محاولة لإجبارهم على انتخابه.
تسامح الجنوبيون مع هادي، ورحلوا خلافهم معه، واستعدوا للدفاع عنه، ولا أحب الخوض في الخيانة التي تمت في عدن، ومن هي القيادات التي أصرت على هادي عدم تسليح الجنوبيين الذين كانوا حينها في ساحة العروض بخور مكسر في الاعتصام المفتوح.
ولعلي اذكر هنا دور المدعو عبدالعزيز بن حبتور وغيره، بمن فيهم وزير الداخلية الحالي احمد الميسري الذي فر سريعا صوب مودية، وترك هادي وأبرز رجاله يواجهون مصيرهم قرب قاعدة العند العسكرية.
في الـ5 من فبراير 2015م، أي بعد ثلاثة أيام من وصول هادي الى عدن، كتبت مقالة نشرت في صحيفة رأي اليوم العربية التابعة للصحفي عبدالباري عطوان، تحت عنوان "هادي أداة المرحلة لكن بيد من؟، و *أعيد اقتباس منه هذه الفقرات التي وردت في اخر المقالة* :" *بات هادي سلاح المرحلة في ظل محاولات إخوانية على استخدامه ضد خصومهم الذين أخرجوهم من صنعاء إلى دولة تركيا.
وفي حالة ورضخ هادي لسياسة الإخوان ورفض تجاهل المطالب الجنوبية فهذا قد يشعل حربا أهلية في البلد المضطرب منذ سنوات , على اعتبار أن لهم تجربة مريرة مع الحزب الإسلامي في العام 2011م , حين تنصلوا عن وعودهم بحل قضية الجنوب.
ويرابط الجنوبيون على حدود دولتهم السابقة لمنع تمدد الحوثي او القاعدة ناحية بلادهم , مؤكدين أنهم لن يسمحوا لأي جماعة يمنية أن تجتاح بلادهم مرة أخرى.
فهل يكون هادي سلاح الإخوان المسلمين؟ بما يعني مواجهة الجنوب أو ان يجلس مع الجنوبيين (أهله) ليؤكد لهم جديته في معالجة قضيتهم التي كان هو احد أدوات صنعاء لاحتلالها؟.
فهادي اليوم ليس بحاجة لمعاداة أهله في الجنوب , خصوصا وأنهم يرونه أحد الأدوات التي ساهمت في تدمير بلادهم , وتمكين قوى الشمال من نهب ثرواتها"؛* انتهى الاقتباس.
ندرك ان هادي وشرعيته خسر الكثير، من جراء تحالفه مع الإخوان، او انه سمح لهم بالسيطرة على القرار، باتت شرعية هادي تصف من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة بطرف الصراع اليمني، بعد ان كان شرعية منقلب عليها من قبل جماعة سلالية.
هل فكر هادي لماذا تراجع المجتمع الدولي عن دعم شرعيته، لماذا يصر وزير الخارجية البريطاني على القول "انه على الأطراف تنفيذ اتفاق السويد".
هل فكر هادي لماذا وضعت الخزانة الأمريكية كبار قادة حكومة هادي على قوائم الإرهاب؟.
الوزير البريطاني جيرمي هانت، الذي جاء الى عدن لتقديم ما اسماه برسالة أخيرة للحكومة الشرعية، حاول أنصار الشرعية صرف الأنظار عن خفايا الزيارة وأصروا على ان هانت جاء بسترة ليؤكد ان الأمن في عدن فاشل.. في أهم تحليل للعميقين جدا في قراءة الستر.
رسالة جمهورية مصر لهادي واضحة، نحن معك في محاربة مليشيات إيران، لكن لسنا مع احتضانك لتنظيم الإخوان الإرهابي وان كانوا في أعلى سلطة داخل الشرعية اليمنية.. فهل يفهم الدرس؟.
ويكفي.
#صالح_أبوعوذل