يمانيون .. ولكن !

حيدرة محمد

اليمن السعيد أضحى اليمن التعيس بكل ماتحمله كلمة تعيس من معاني مؤلمه لا يستطيع اليمنيون انكارها امام حاضرهم البائس ومستقبلهم المجهول ولا اعزو السبب في تقديري الشخصي إلى الحرب الدائرة اليوم مذ خمسة أعوام وإن كانت أسوأ حرب تدميريه تمر بها اليمن في تاريخها الحديث المليء بالحروب والصراعات التي لا تنتهي وأعتقد أن تاريخ اليمن مع الحروب تاريخ لا هوادة فيه فإما هو النصر وأما هي الهزيمة في حروب اليمنيين ولاوجود للخيار الوسط لحل خلافاتهم وصراعاتهم السحيقة منذ القدم ..


 


أزمة اليمن الحروب واليمنيون نوع من البشر لا يقبل الهزيمة وإن هزموا ما يلبثوا أن يعدوا العدة لحرب أخرى من أجل النصر وإلحاق الهزيمة بخصومهم المنتصرين الذين هزموا على أيديهم  ولا تكاد تنطفئ جذوة نار حرب يمنيه حتى توقد جذوة نار حرب يمنيه أخرى لا تبقي ولا تذر اليمنيون أساتذة الحروب وامهر الأمم والشعوب في خوض غمار شتى انواع وفنون ومهارات القتال على مر التاريخ وليس هناك ماهو أسهل على اليمنيين من إشعال حرب او إذكاء فتيل معركه عند الشعور بالخطر من إي شيء يلوح في الأفق وينذر بقرب موعد قرع طبول الحرب ..


 


لا يعني هذا ان عقلية الإنسان اليمني عقليه متخلفة ولكنني اجنح إلى قراءة الواقع أكثر من قراءة التاريخ والبكاء على الماضي وإسقاط الماضي على الحاضر والواقع يقول أننا معاشر اليمنيين في تاريخنا الحديث المعاصر لا نجيد شيء ببراعة كأجادتنا القتال والاقتتال مقارنة بشعوب عربيه أخرى تنعم بالاستقرار والسلم الأهلي في إطار الدولة الوطنية وإن كانت هشة وضعيفة إلا أنها لا تعاني من ويلات ومآسي الحروب وتبعاتها المكلفة كالتي نعانيها نحن اليمنيون ..


 


وأعتقد أننا لن نتخلص من معضلتنا التاريخية المتمثلة في صراعاتنا وحروبنا كيمنيين إلا إذا واجهنا الحقائق بواقعيه مطلقه ولكن عندما يطل علينا مهجر يمني يعيش في المنفى وهو يبكي ويولول ويصرخ بالعويل على تاريخ ومجد اليمن الغابر من باب الدفاع عن اليمن وأهله ولا أنكر عليه دفاعه ولكنني أنكر عاطفيته ورومانسيته المفرطة والواقع يناقض كل عبر وأخبار التاريخ الذي لا أنكره أيضا والذي يأتي في سياق الخطاب الذي يعرفه كل العرب من المحيط إلى الخليج وهو ان اليمنيون أصل العرب ونحن اليمانيون أهل الحضارة ونحن اليمنيون فعلنا وتركنا واقمنا واقعدنا وأرى أن هكذا طرح ليس أكثر من هراء مشحون بالعاطفة ومضيعه للوقت لا تجدي نفعا .. ولكن السؤال الحري بنا أن نكون واقعيين عند الإجابة عليه هو من نحن اليوم ؟ واليمن يوشك أن يتداعى ولا يبقى منه الا اسمه ..


 


والواقع يقول اننا يمانيون ولكنا قبائل متحاربه ترفض أن تضع السلاح وتتخاطب بروح العقل ولغة الحوار وشعب لا ينفك يقتتل ويسفك دمه بكل ضراوة يمانيون ولكننا نصر أن نتحارب ونقتتل ولو أودى بنا قتالنا إلى أن نفنى ولا يبقى على ظهر الأرض رجل يمني واحد يمانيون ولكننا جعلنا اليمن مطية للخارج واستقوينا بالخارج ضد بعضنا البعض من أجل ان ننتصر على بعضنا البعض ..


 


يمانيون ونصر أن نؤخر ولادة اليمن الحبلى بالثروات والمعادن والطاقه لصالح أعدائها  ولو عرف اليمنيون أن الجنين الذي تحمله اليمن في بطنها اذا حظيت بولادة طبيعية وصحية سيجعل منهم اغنى اغنياء العالم لما انطلقت من فوهات بنادقهم لنحورهم رصاصة واحده يمانيون وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا انسابنا ديننا عاداتنا تقاليدنا قيمنا لكننا مصممون على أن لا نتعلم من التاريخ ولو درس واحد يعيد لنا رشدنا وحكمتنا وايماننا ويمننا الذي اضاعه نزق سياسيوه المستبدون وتدخلات اقليميه غادره وحفنه من الأوغاد الاذناب يقال لهم الحوثيين !

مقالات الكاتب