أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
لم يتبق الا القليل للإعلان الرسمي لإنسحاب الامارات من التحالف والحرب في اليمن ، والمسألة لم تعد سوى مسألة وقت ليس الا ، ويتم فيها تنسيق وترتيبات مع العربية السعودية لسد الفراغ الذي ستتركه على الارض .. الامارات كانت قد تدخلت في الحرب لإستعادة الشرعية في اليمن وكانت اكثر دول التحالف مشاركة فعلية وبكل ثقلها عتادا كما ونوعا وافرادا وساهمت بتحرير كل المناطق المحررة ، ولم تهزم بمعية المقاومة الجنوبية في جميع الجبهات التي قادتها ضد المليشيات الحوثية ، والهزيمة الوحيدة و التي قصمتها هي كبح جماحها وهي على مسافة امتار من ميناء الحديده وذلك من خلال اعلان اتفاق الحديده الذي تم وخطط له من قبل قطر وجهات نافذة في الشرعية ، وبالتالي لم يعد وجودها ذات جدوى ، وبالاضافة إلى ذلك فقد شنت تلك الاطراف حرب اعلامية شعواء ضد سياسة الامارات ودعمها للمجلس الانتقالي افضت إلى تنامي معارضة التواجد الاماراتي ، كما ان المتغيرات السياسية دوليا والامن في مياة الخليج والتلويح بالحرب ضد ايران كل تلك الاسباب كانت كافية للإنسحاب من الحرب في اليمن وتقوم حاليا القوات السعودية بإعادة انتشارها في الجنوب لتحل محل التواجد الاماراتي وعدم السماح بإحلال الفوضى حال الاعلان الرسمي عن الإنسحاب الاماراتي .. هل تخلت الإمارات عن المجلس الانتقالي ؟ الامارات لم تكن مع المجلس الانتقالي يوما ولم تعلن يوما تأييدها له او لسياسته او حتى تبني اهدافه او تقديم الضمانات لتبنيها لها ، بل على العكس من ذلك فقد حاصرته و قوقعته في مساحة محدودة منكمش على نفسه ومكبل بقيودها في سبيل ان يظل تابعا لها ، والشواهد على ذلك كثيرة منها : * عسكريا ان القوات التابعة للمجلس كالحزمة و الوية الاسناد معظم افرادها دون ترقيم عسكري و تبقى رواتبهم رهن التواجد والمصلحة الاماراتية ومتى توقف ذلك ستنهار تلك القوة ، كما ان الصرفيات الاخرى كالغذاء و القود و الذخيرة بنفس منوالها ، كما ان الاسلحة والعتاد الذي تعتمد عليه تلك القوة هو سلاح شرطوي ليس الا وهناك فرق بين سلاح الجيش و الشرطة .. * سياسيا الامارات عزلت المجلس عن محيطه ولم تسمح له بالتواصل مع الكيانات السياسية الجنوبية الاخرى ولم تؤيد او تتبنى اي انفتاحا له مع الآخرين وبالذات مع الرئيس و جنوبيي الشرعية .. * اعلاميا لم تسمح الامارات بفتح قنوات فضائية تابعة للمجلس الانتقالي ولم تساند ذلك و سمحت له بتكوين فريق اعلامي وبعض المواقع الاعلامية وتدعمها ماديا و معظمها مهمتها الدفاع عن الامارات وتواجدها .. * ماهي الخيارات المتاحة للمجلس الانتقالي الجنوبي حال اعلان الانسحاب الاماراتي ؟ قبل الانسحاب الاماراتي المجلس الانتقالي يعتمد على القوة العسكرية فيمكنه استخدامها مع دعم طيرانهم و المدفعية الثقيلة و وجود الخبراء و صواريخ الباتريوت التي ستحد من صواريخ الحوثة و الطيران المسير ، هذا في حال كان اختياره لفرض واعلان دولة جنوبية وحتم عليه الدفاع عنها ، لكن اليوم الوضع بات مختلفا فحال قرر ذلك فعليه اولا خوض مواجهة عسكرية مع القوات السعودية اولا ، وبحسب المعطيات على الارض ففارق العتاد يعني ان اي مواجهة مع السعوديين تعني انتحارا .. اما من حيث الخيارات الاخرى كالحاضنة الشعبية فهذه ليست ثابتة و متغيرة و اظن ان الناس ارهقتها الحرب وانهكتها و تبحث عن السلام ، كما ان تصرفات البعض من افراد الأمن قد تساهم في انخفاض تلك الشعبية .. لم يعد على طاولة المجلس من خيارات الا القيام بمراجعة وتغييرات شاملة في النهج السياسي و الخطاب الاعلامي والانفتاح و التواصل مع الاخرين دوليا محليا ودوليا و اولهم السعوديين و استغلال حاجتهم لحلحلة الجمود و تغيير سير المعارك في الجبهات وخصوصا بعد ان اتضحت نوايا و اطماع الجهات التي كانت السعودية و تدعمهم وعلى ان لا يكون تقاربهم معهم كسابقه مع الامارات ، وجود شروط وضمانات للجانبين ووضوحها سيسهم في تحقيق الاهداف ، فالناس سئمت وتشمئز من قول عبيد الامارات فلا ترغموهم بها بعبيد السعودية ..