أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
(عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ **** بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ )قبل حرب صيف 94 أجزم أن غالبية الجنوبيين لم يكن لهم ادنى معرفة بهذا البيت الشعري أو سمعوا عنه ، وما بعدها و طيلة 25 عاما كان غالبيتهم يردد هذا البيت الشعري ، حفظوه و حفظوه لأولادهم و نسائهم تعبيرا عن الحالة السيئة و مرارة العيش وقلة إمكانياتهم المادية و التي كانت تسوء أكثر وأكثر طيلة ربع قرن من الزمن.
اتذكر عيد الأضحى في العام 94 أثناء حرب الشمال الأولى على الجنوب فقبيل صلاة العيد كان الأخوة المحاصرين لعدن قد أطلقوا صاروخا متوسط المدى ، حط بالجبل بالقرب من منازل المواطنين بمدينة التواهي ، أحدث دويا لازلت اتذكره حتى اليوم ، كان ذلك إعلانا رسميا ببدء حال جديدا مع الاعياد ...حط الصاروخ مرتطما بالجبل محدثا جلبة وهلع وخوف ... حط صاروخهم و أيقظ الاطفال بعهد جديد يصادر فيه فرحتهم و يغتصب برائتهم ... 25 عام مضت منذ ذلك اليوم والاطفال صودرت فرحتهم وحقوقهم ... في ذاك اليوم لا اتذكر هل اقمنا صلاة العيد أم اننا قد فوتناها.
عاد العيد وبأي حال عاد العيد ... عدن الجميلة مخالبهم تنهش في جسدها وتغرس في وجهها الجميل لتشوهه .. عاد العيد بلا طعم و لا نكهة له .. الألوان الدم الذي كان حاضراً ... عدت ياعيد والأشلاء متناثرة لأجساد شهدائنا .. عدت ياعيد وفوهات بنادقنا موجهة نحو بعضنا ... عدت يا عيد ولا سلام يلوح في أفق المدينة الحزينة .. عدت يا عيد والأبطال قد تواروا خلف التراب ... عدت يا عيد والمنافقون و أشباه الرجال يتشيمون صكوك قرارنا ... عدت ياعيد والامهات الثكالى لم تجف دموع عيونهن.
الوطن ليس خضار لنتباكئ على اختفائها أو ندرتها أو غلائها .. الوطن هوية وعنوان .. فمن يعيد لنا الوطن ؟ !!