حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
((علينا ان نعترف كجنوبيين اننا قد وضعنا صراع هدف (تمثيل الجنوب) قبل صراع هدف (استعادة الجنوب))..
وهذه الحالة ليست وليدة اليوم أو وليدة متغيرات حرب العام 2015م بل هي حالة لازمت حركة الرفض الجنوبية التي تحولت لاحقا إلى ثورة جنوبية تزعمها الحراك الجنوبي السلمي منذ العام 2009م وهو العام الذي عاد للظهور فيه السيد علي سالم البيض آخر امين عام للحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب ( موقّع اتفاقية الوحدة مع الشمال ) ونائب رئيس الجمهورية اليمنية وصاحب بيان اعلان جمهورية اليمن الديمقراطية (دون الشعبية) النازحة في العام 1994م ..!
ومنذ بدء الصراع الجنوبي الجنوبي على أحقية التمثيل شهدت القضية الجنوبية الكثير من النكسات والضربات التي تسببت لها في الكثير من التأخير والتشويه في آن واحد ..
ففي خضم صراع أطراف معركة التمثيل الجنوبي انقسم الشارع خلف الشخوص كخطوة أولى قادت تلك الخطوة إلى الانقسام المناطقي على خلفية الأحداث المتتالية التي شهدها الجنوب منذ استقلاله في 30 نوفمبر 1967م وحتى يوم دخول الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م وهو التاريخ الذي لكي يمعن في تأكيد حقيقة هذا الصراع شهد فصلا (هزليا) من تلك الفصول التصارعية تمثل في اشتراط السيد علي سالم البيض وجماعته خروج الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد من صنعاء كشرط أساسي يتوقف عليه توقيع الوحدة اليمنية..!!
وفي خضم هذا الصراع الجنوبي الجنوبي على التمثيل استمرت المواجهات بين فصائل الجنوب المتشاحنة والمتقاتلة ، وعلى إثر ذلك رُفضت دعوة المصالحة الجنوبية الجنوبية التي طالبت بها بعض الأطراف قبل توقيع الوحدة اليمنية ومن تلك الأطراف السياسية على سبيل المثال حزب رابطة أبناء اليمن (الجفري) آنذاك وغيره من الأطراف ، وكذا الدعوات التي أُطلقت أثناء الوحدة من قبل الفصائل الجنوبية النازحة في صنعاء وغيرها من العواصم على خلفية أحداث الجنوب المتتابعة وقد جاء رفض المصالحة الوطنية من قبل التيار الجنوبي المتشدد في الحزب الاشتراكي اليمني الموقع على الوحدة والذي كان يمثل ماكان يسمى (بالطغمة) رافضا بذلك التعاطي مع النصف الآخر الجنوبي الذي كان يسمى(بالزمرة) !!
كل ذلك وغيره من تجليات ونتائج الصراع الجنوبي الجنوبي السلبي مثل أرضية خصبة ومحطة انطلاق للمشاريع والاطماع التي تولدت لاحقا على إثر حرب العام 2015م وعلى إثر التدخل العربي بقيادة السعودية في اليمن فقد وجدت بعض الأطراف العربية ذات الأطماع في اليمن فرصتها السانحة لتحقيق أحلامها من خلال استثمار وتوظيف الصراع في اليمن عامة والصراع في الشمال والجنوب بشكل خاص فذهبت تلك الأطراف إلى الشروع في بناء قوى عسكرية واستحداث مكونات هلامية لا أفق لها تقوم على الأساس المناطقي والقبلي وتحمل جمر صراعها معها في أعطافها لتحرق به الآخر الذي يقف أمامها معترضا على أطماع تلك الأطراف الإقليمية ولتحترق به في نهاية المطاف هي أيضا كأدوات صنعت لهذه المهمة في هذه المرحلة...
سيستمر مشوار خسائر القضية الجنوبية فكل طرف جنوبي سيضطر في معركته إلى تقديم التنازلات في سبيل حشد التأييد له ليكون ممثلا للجنوب في مواجهة الأطراف الأخرى وهذا لعمري قد نصحو معه ذات يوم ونجد أنه حتى الحكم المحلي الواسع الصلاحيات الذي طالما لوحت به قوى الشمال الباسطة في وجه قوى الجنوب الرافضة هو أيضا غير موجود !!
ولكي لا نجد أنفسنا في هذا الوضع ولكي لانصحو على هذا الحلم(الكابوس) علينا مراجعة حساباتنا جميعا كأطراف جنوبية فصراع التنازلات عن الحق في سبيل الوصول إلى صفة التمثيل لن ينتهي طالما وبقيت أطماع الإقليم في ارضنا وبالتالي لن يقود إلا إلى فراغ ووهم ..!!
ولن تكون الصحوة الجنوبية إيجابية من خلال إصرار بعض الأطراف على ثقافة الاستقطاب في مواجهة القوى والأطراف الجنوبية الأخرى بل من خلال :
أولا:-
مصالحة وطنية جنوبية جنوبية .
ثانيا :-
مؤتمر جنوبي يجمع كافة الأطراف الجنوبية ويقوم على التمثيل الوطني المتساوي الذي يحفظ لكل طرف مكانته الجغرافية والسكانية ويخرج بممثل جنوبي توافقي واضح الهدف وواضح المشروع ..
عبدالكريم سالم السعدي
5 أكتوبر 2019م