تخبط الرئاسة اليمنية

ياسر اليافعي

كلنا نتذكر أحداث يناير العام 2018 والمبادرة التي طرحها الأشقاء في التحالف العربي لحل الخلاف بين الانتقالي والشرعية، بل نتذكر المبادرات التي طرحت عبر اللجنة الثلاثية بضرورة اخراج كافة المعسكرات من عدن ووقف عبث حزب الإصلاح واقارب هادي بمناصب الدولة، وهذه المبادرة طرحت حتى قبل أحداث يناير 2018 وعارضتها الشرعية بقوة بل عملت ضدها .


لكن المؤسف ان الرئاسة اليمنية يديرها صبيان ومجموعة من الانتهازيين وأصحاب المصالح الذين لم يصدقوا انهم وصلوا الى مراكز سلطة وقرار، حيث اثبتت الاحداث انهم ليسوا رجال دولة رغم ما أنفقوا من مليارات ليقال عنهم مجرد قول في صفحة ناشط انهم رجال دولة، بينما الواقع هم كتلة من الحقد والغباء وسوء الإدارة والتخطيط .


تخبط الرئاسة اليمنية والمحيطين بهادي يظهره التوقيع مؤخراً على اتفاق الرياض الذي رعته مشكورة المملكة العربية السعودية وساهمت الإمارات في إنجاحه .


طبعاً النقاط التي تم التوقيع عليها عرضت على الرئاسة والشرعية بعد أحداث يناير ورفضوها رفضاً قاطعاً، بل ارسل الرئيس هادي عقب الأحداث الميسري والجبواني لتدمير المجلس الانتقالي وتفكيك قواته .


خلال العامين صرفوا مليارات الريالات لتنفيذ هذه المهمة على حساب قوت المواطن وخدماته الأساسية، اشتروا أسلحة بمليارات وهروبها من مأرب عبر مهربين متخصصين لهذه المهمة التدميرية .


اشتروا ذمم الناشطين والاعلاميين وشجعوا على المناطقية وضرب الجنوب ببعضه تارة بين يافع والضالع، وتارة بين المثلث وابين واخرى بين عدن وباقي المحافظات، واحيان بين الحضارم وباقي الجنوبيين، وأوقات كثيرة بين الجنوب والشمال، ولا يهمهم نتيجة هذا التحريض وتداعياته الخطيرة على مستقبل البلاد وأجيال المستقبل، كل هدفهم فقط تحقيق مصالحهم الشخصية .


كان الناشط يدخل على الميسري يصرف له مليون ريال على الأقل من الكراتين التي كان يسحبها من البنك المركزي ويصرفها بشكل عبثي وتحت بنود مفتوحة .


وفيما يخص الإعلاميين الذين يروجون لمشروعهم التدميري يصرف لهم مبالغ خيالية وضخمة تصل في ادنى حد لها ثلاثة مليون ريال يمني شهرياً ودفعت بشكل منتظم من غير هدايا السيارات والسفريات .


ولم يكتفوا بذلك بل زرعوا الغام في كل المحافظات الجنوبية من خلال تشجيع وحدات عسكرية وقيادات عسكرية معادية للانتقالي لإحداث فتنة داخلية .


حرضوا على من أعاد الشرعية الى عدن، وساهم في تطهير الجنوب من الإرهاب، وحولوه الى عدو بدلاً من الحوثي، واقصد دولة الإمارات التي كان لها الفضل الأكبر في عودة الشرعية الى عدن.


جعلوا منها عدو بينما الحقيقة والواقع يقول انها الشريك الرئيسي والأساسي في تحالف دعم الشرعية قولاً وفعلاً ولكن المصالح الشخصية والحزبية جعلت الرئاسة تتخبط ولم تعد تميز بين العدو والصديق الصادق .


طيب السؤال لماذا كل هذا العبث والدماء والفساد وفي الأخير عدنا الى ما طرح قبل يناير 2018 والذي كان بالإمكان ان يجنب عدن اقتتال يناير 2018 وأغسطس 2019 ويوفر مبالغ ضخمة الأولى فيها المواطن العدني وتحسين الخدمات في عدن والمحافظات المحررة .


المفروض اليوم تتم محاكمة من تسبب بكل الدماء والفوضى والتخبط، وليس فقط استبعادهم من المشهد .


والأهم ان تتعلم الرئاسة من الأخطاء القاتلة التي أضرت الشرعية نفسها واضعفتها وساهمت في احراج التحالف وابتزازه دولياً .


نتمنى ان يتعلموا هذه المرة و يلتزموا ببنود الاتفاق لنخرج من الوضع المزري الذي وصلنا اليه بسبب انقلاب مليشيا الحوثي وتخبط الشرعية وفسادها والسيطرة عليها من قبل حزب الاصلاح .

مقالات الكاتب

‏من يتعمد تعذيب عدن

في 2018 وصلت الى ميناء الزيت بالعاصمة عدن محطة طاقة كهربائية تعمل بالغاز مقدمة من دولة الامارات، تم...