حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
في العام 2013م جاءت الدعوة على عجل لإيقاف نجاح المؤتمر الجنوبي الجامع وكان عرًاب هذه الدعوة هو الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني ونائب رئيس الجمهورية اليمنية السيد علي سالم البيض ، بل أن اللقاء لهذه الدعوة تم في منزل السيد البيض في الضاحية الجنوبية في بيروت ...
كانت الدعوة موجهة لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع الشيخ المناضل الثابت صالح بن فريد العولقي ونائبه الدكتور سعيد الجريري، وكانت التوجيهات تحمل طابع الأمر وهي نصا (ضعوا قضية الجنوب في الفريزر ) !!
رفض الشيخ المجاهد صالح بن فريد هذا الأمر كما رفضه نائبه سعيد الجريري وقالوا حينها لضيوف السيد البيض اذهبوا بأوامركم هذه إلى شعب الجنوب واعرضوها عليه فالثورة ثورته وليست ثورتنا ....
مضت السنوات ودارت الأيام حتى جاء زمن لقاء (جده أو الرياض) وما سبقته من تسريبات كادت وتكاد تفتك بما تبقى للعوام من بقايا عقل ..
جاء زمان لقاء (الرياض جده) الذي لايزال يعاني مصاعب الاسم هل هو لقاء جده ام لقاء الرياض ..
جاء زمان لقاء (جدة الرياض) الذي ما زال يتوارى رُعاته واطرافه إلى الآن خجلا تواري حاملة (السفاح) التي تتوارى عن القوم لتخفي انتفاخ بطنها ..
جاء زمان اتفاق (الرياض جده) ليواجه صعوبة في الإعلان الرسمي عن مكنونه إلى الآن الأمر الذي يؤكد أن هذا الإتفاق حمل من التنازلات ما أضاع القضايا الوطنية وابقى على القضايا الشخصية والحزبية ومايؤكد أن هذا الإتفاق لن يكون أفضل من اتفاق (الطائف) الذي ذبح لبنان من الوريد إلى الوريد وزرع فيها بذور الصراع التي لا تنتهي ..
جاء زمان اتفاق (الرياض جدة) ليمارس القائمون عليه أيضا ثقافة إصدار إلاوامر وليامروا بوضع قضية الجنوب في (الفريزر) والفرق هذه المرة بين فريزر الأمس واليوم هو أن فريزر الأمس كان على نفقة الاستخبارات الإيرانية بينما فريزر اليوم فأصبح على نفقة أبناء الجنوب انفسهم (المفرزرة) قضيتهم ، حمل هذا الفريزر على العواتق مجموعة من الدخلاء على القضية الجنوبية وحراكها الشعبي الوطني ليقدموه عربونا في سبيل إنهاء المعركة التي اضنتهم في سبيل حصولهم على شرعية تمثيل الجنوب من خلال التلطع على الأبواب ومناجاة الشرعية وسؤالها القبول بمجرد اللقاء بهؤلاء الغرباء والدخلاء على القضية الجنوبية ...
جاء الاتفاق الأخير (جدة والرياض) ليجد امامه رجال لم يكونوا ولن يكونوا في وزن وثبات ومصداقية رجال المؤتمر الجنوبي الجامع ولهذا جاءت التسريبات لمضمون هذا الاتفاق تشبه كثيرا أحلام من قضوا أعمارهم يحلمون بالسلطة ووجدوا في قطار اجتماع ابو ظبي الذي عقد في أبريل 2016م بين حزب الرابطة (الجفري) والسيد علي سالم البيض ضالتهم..
لقد كان اجتماع أبريل 2016م في ابو ظبي بمثابة الطعنة الأخرى التي وجهت إلى المؤتمر الجنوبي الجامع الذي كان يدعي إلى التمثيل الوطني وهو الأمر الذي لم يريح البعض الجنوبي الذي يرى أن الجنوب هو حق حصري له ولامتداداته الجهوية والحزبية الجنوبية الضاربة جذورها في عمق تاريخ الصراع الجنوبي الدموي!!!
ابقت تسريبات لقاء (جده الرياض) اليمن عامة والجنوب خاصة تحت الوصاية وهو الأمر الذي يحرم الاحتفال (يمنيا) جنوبا وشمالا بهذا الإذعان الجديد ، كما جاءت التسريبات لتؤكد أن البعض بات مستعدا للتنازل عن اعز ما تملكه الرجال في سبيل السير خلف ( عظمة) التمثيل الجنوبي التي لوح بها الإقليم والشرعية في فضاء خال من أي التزامات دولية للقضايا الوطنية وتزاحمت على رائحتها النتنة الكثير من الجوارح !!