عدن بحاجة لتفعيل مؤسسات الدولة يامحافظ؟!
كنت في مجلس محافظ عدن احمد لملس بجولدمور، العام الماضي تقريبا، ولأول مرة يومها برفقة صديق شبوا...
اتخذ رئيس جامعة عدن د. الخضر لصور، قرارا أحاديا غريبا فريدا مهينا لكل قيم العلم وأخلاق التعليم، على مستوى العالم، قضى بإعادة توزيع مقاعد القبول بكلية الطب بنظام المحاصصة الجغرافية المقيتة على حساب التفوق العلمي وفي سابقة فضائحية مهينة بحق الجامعة وسمعتها ومكانتها الأكاديمية وتصنيفها الدولي والإقليمي، بعد ان حول إدارة القبول بأهم كلياتها الجامعية المتعلقة بأرواح الشعب، إلى عسكرة بقرار اعتباطي اقل مايمكن وصفه بالكارثي، بعيدا عن موافقة مجلس الجامعة ووزارة التعليم العالي وخلافا لكل قوانين التعليم الجامعي بالعالم ووسنن الله في الفوارق العقلية بين خلقه.
وكل هذا عقابا متعمدا وحرمانا مقيتا مقصودا ضد أبناء محافظة الضالع التي قدرها ان تدفع ثمنا باهضا في كل ميادين الشرف وجبهات الحرب المشتعلة هنا وهناك، دون ان يخلوا من التهم بعسكرة الجنوب، بعد أن تحول أغلب شبابها إلى مجرد عسكر ووقود حرب بمختلف الجبهات، وحينما اتجه بعض شبابها مؤخرا إلى مجال العلم والتعليم الجامعي وتمكن الكثير منهم من الفوز بكثير من مقاعد القبول بكليات الطب وبجدارة واستحقاق،ثارت ثورة رئيس الجامعة ومن على شاكلته فاقدموا على اتخاذ قرار فاضح وغير معلن كهذا.
انها نهاية الجامعة وسمعتها الأكاديمية التي أصبحت على المحك وبذيل مستويات التقييم الأكاديمي العربي
وبحق فإن قرارا اعتباطيا كهذا لايمكن وصفه الا بفضيحة القرن الأكاديمية بامتياز..
فبأي عقلية يدير الخضر لصور جامعة بحجم جامعة عدن، وعلى أساس ومرجعية ومنطق يتصرف بمثل هذه التصرفات الدخيلة على العلم وقيم التعليم واخلاقيات الحياة؟
والي متى يبقى الجميع بالجنوب، قادة ودولة وساسة واعلام يتفرجون عليه وهو يهين ويعبث ويدمر أكبر صرح أكاديمي بالجنوب، سواء بهكذا قرارات تخبطية غير قانونية او باستنزاف موارد الجامعة المالية والزج بمكانتها وحياديتها ورسالتها التعليمية المقدسة وإقحامها في أتون الصراعات السياسية من خلال نصب لوحات دعائية سياسية تلميعية لرئيسها بملايين الريالات، على حساب اهم احتياجات الجامعة وعجزها عن صرف استحقاقات أساسية لمنتسبيها وأولهم المتعاقدين والمعيدين.
ومتى يتوقف نزق هذا وأمثاله ممن يفترض أنهم أعلى رجالات دولة الشرعية زهدا وثقافة ووعيا وطنيا ويكفون عن استغلال وظيفتهم الأكبر من مستويات عقولهم وتصوراتهم لحدود مهامهم وفهمهم حتى لطبيعة صلاحياتهم مع الأسف.
انها نهاية التعليم في جامعتنا العريقة.
مالم يتدارك الجميع ويتحركوا لإنقاذ مايمكن إنقاذه من جامعتنا العريقة وعلى رأسها حكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي.
وختاماً.. يبقى السؤال الملح:هل من صحوة إنقاذ لجامعة عدن قبل فوات الأوان.