أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
لاشك ان الجنوب قد تكالبت عليه شياطين الجن و الأنس .. دول و احزاب و طوائف و اشخاص ، وعندما نقول دول فلن استثني منها الإمارات او السعودية ، بل هما كانتا الأشد ضررا على الجنوب من دول أخرى ، فعلى الاقل كانت دول مثل إيران و قطر وتركيا وعمان ، واضحة في عداوتها للجنوب و تجهر بمعارضة استقلاله ، ولعل ايضا شخصيات شمالية و احزاب كالاصلاح لا تمثل خطر عليه بقدرما يمثله خطر بعض الشخصيات و بعض المكونات الجنوبية ، فعلى الاقل نعرف موقف الشماليون و احزابهم تجاه الجنوب و معارضتهم لأي توجه او عمل يقود لتوحيد الصف الجنوبي او الحديث عن إستقلاله..
الكفلاء اعداء الجنوب اختزلوا كل الوطن و الشعب الجنوبي في فرقتين ، و كل فرقة منهما تعكس اهداف و اجندات كفيلها.. والفرقتان هما الجنوبيون الإنفصاليون والجنوبيون الوحدويون ...
فرقة الإنفصاليون تم فيها اختزال الجنوب في مكون المجلس الانتقالي وبعض المكونات التابعه له ، ويتزعمها سياسيا الزبيدي و الخبجي و اعلاميا منصور صالح و لقور وياسر اليافعي و محافظة الضالع حاضنتهم الشعبية.. اما فرقة الوحدويون فقد تم فيها اختزال الجنوب في مكون الائتلاف الوطني ومكونات جنوبية اخرى و الميسري و الجبواني ابرز سياسييها و بن لزرق واحمد ماهر و نبيل عبدالله ابرز اعلامييها و محافظة ابين حاضنتها الشعبية..
بقصد او بغير قصد اجتهدت الفرقتان في تنفيذ إجندات الكفلاء ، وسعتا بهمة للإستحواذ على القرار الجنوبي و الوصاية عليه ، و لتحقيق ذلك فقد استخدموا كل الطرق و الوسائل حتى و ان لم تكن اخلاقية ، فمزقوا النسيج الاجتماعي فيه ، فتنوا وزرعوا المناطقية بين شعبه ، اقحموه في مناكفاتهم السخيفة ، حتى الخدمات و التجويع كانت جزء من مناكفاتهم الحمقاء تلك ، جولتين من الحرب ولازالوا يجيشون.. انفصال بإقليم او وحدة بإقليمين وهم اهدافهم... و ( لخجافتهم) فبدل الإقليم او الإقليمين بتنا اقاليم و مقاطعات و ثكنات..
يا هؤلاء الجنوب ليس المجلس الانتقالي و عيدروس و لقور و الضالع ، وكذلك لن يكون هادي وبن لزرق و ابين.. ليس بإستطاعة الخبجي و تغريدات لقور اقناعنا بإنفصال على مقاسه ومن لم يكن انتقاليا فهو خائنا... وليس بمقدور الميسري و منشورات بن لزرق اقناعنا ان محسن الان حمل وديع ورفاقه حمائم سلام.. ومن لم يكن وحدويا فهو عبد للإمارات..
يا ( شاقي) الوحدة فلا وحدة بدون الضالع فلست بقادر على محوها من الوجود وخارطة وطنك الوحدوي... ويا شاقي الإنفصال فلا جنوب دون أبين و لا بمقدورك الإنفصال دون رضاها.. والاهم من ذلك فالضالع و ابين ليستا الجنوب كله ولا كلا المتصارعان هما الشعب كله..
رغم كثرة الطعنات التي مزقت الجسد الجنوبي الا انه لازالت فيه بقيه ، و لا يزال هناك متسع من الوقت لتطبيب جروحه الغائرة و لملمة شتاته و تجميع اوصاله و توحيد صفوفه.. ف لتنازل لبعضنا ليس لمصلحة لي او لك او لذاك ، بل لمصلحة ام الشهيد و اطفاله و لمصلحة الجنوب ككل.. و لا يعتبر إتفاق الرياض حلا او نصرا لجنوبي الإنفصال او الوحده و لكن يمكن ان يكون مدخلا لتقارب وجهات النظر لتبنى عليها اساسات لوحدة الصف الجنوبي و توحيد جبهته.. فهل من مستجيب..؟