أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
منذ فجر ثورة 14 أكتوبر 1963م و أبين تتربع عرش الريادة قادة و سياسين و شهداء و جرحى و يتامى و أمهات ثكالى و زوجات أرامل..
تذكرون شهداء أبين و فدائيها أبان حرب الإستقلال، فقد كانت دمائهم سباقة لذود عن الوطن و حرية الشعب ، من منا لا يتذكر الأسماء التي خلدها التاريخ... من منا لا يتذكر مدرم و عبود و باصهيب و غيرهم الذين اقترنت أسمائهم بالحرية و الإستقلال..
وبعد الإستقلال و طوال مراحل وصراعات الرفاق و عهد الوحدة و حتى اليوم ، ظلت أبين هي الكفة الثانية للميزان... هكذا هي أبين.. وجدت هكذا و ستبقى ما بقي الدهر..
أبين المحافظة الوحيدة التي حكم البلاد ثلاثة رؤوساء من ابناءها ، سالمين و ناصر و هادي ، و أبين صف طويل من أبناءها تربعوا و يتربعون عرش القيادة و السياسة على طول البلاد و عرضها ، عشال و هيثم ، بن علي، اولاد امزربه، ولعور و جاعم ، وعباد ، وناذخ ، و رجب، ومسدوس ، و القفيش ، و محمد ناصر ، وشليل، و عبداللطيف السيد، والجفري، والميسري و الصبيحي و الرهوة و غيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة لذكرهم وهم بلا شك كُثر.. فهل كانت الريادة و القيادة نعمة ام نقمة على أبين و مواطنيها..؟!
الحقيقة ان أبين طوال تلك السنين من القيادة و الريادة تدفع ثمن باهض دماء و شهداء و لا يستفيد من ذلك الا القادة فقط ، فبقائهم و مشاريعهم كان بقدر ما تنزف دماء ابناء محافظتهم ، وطوال تلك السنوات و رغم طوابر الشهداء حتى اليوم ، فلا زالت ابين تفتقر لإبسط مقومات الحياة ..
عشال و وقوفه مع قحطان ، خسرت أبين خيرة شبابها ، مابين قتلى و مهجرين و مخفيين لازالت أسرهم تنتظر معرفة مكان جثامينهم و مرقدها ، وكذلك الحال في عهد سالمين و الإنقلاب عليه ، و في عهد ناصر كذلك ، و في جبهات القتال اليوم ضد مليشيات المجوس ، و لكن الأسوى هو النزيف الأبيني الذي يراق حاليا مابين شقرة و الشيخ سالم في عهد الرئيس هادي... أبين تدفع ثمن مواقف قادتها دون ان تحصل على المقابل منهم سوى ريالات و مبالغ زهيدة تدفع لأسر شهداءها... لم يسع اي من قاداتها لتحسين وضعها الخدمي و التنموي رغم انهم صناع القرار على مدى عقود من الزمن و حتى اليوم ، لا ميناء رغم و جود ميناء شقره التاريخي ، لا مصانع ، بل و فرطنا في اليسير المتوفر كمصنع تعليب الأسماك و محلج القطن ، لا مياة و لا سدود رغم الجبال الشاهقة و الوديان ، لا طرقات، كهرباء، لا استثمارات عدا الإستثمار في الدم الأبيني إستغلالا لشجاعته و حاجته..
في زمن كورونا تغيرت الكثير المفاهيم و السنن و القوانين السائدة ، فقد تخلى الطغاة عن طغيهم ، و اللصوص عن سرقتهم ، و الملحدين عن إلحادهم ، و التجار عن مالهم ، و توقفت مصانع الإسلحة ، ولم يعد يسمع دوي المدافع ، و لا روائح البارود ، الا في ابين التي لازالت فوهات بنادقهم مشتعلة و ساخنة ، لا للإستيلاء على لقاح او علاج لمواطنيهم التي الأمراض و الأوبئة تفتك بأرواحهم ، ولا لتأمين الطريق لوصول المنظمات الدولية الصحية إلى مستشفيات أهاليهم ، ولكنها مشتعلة فحسب، ولإجندات سياسية بحتة ، بينها وبين الاخلاق و الإنسانية مثل مابين صحراء ابين و سماؤها .
الناس في مدن و قرى لودر و مودية و الوضيع تنتظر الموت في بيوتها ، لأن مشافيها تفتقر لإبسط الإحتياجات الصحية ، و قادتها مشغولون بالحرب و المعارك ، فلا الرئيسان هادي و ناصر و لا الوزراء الميسري و محمد ناصر و لا بن علي و مسدوس و القفيش و العيسي و صف طويل من القيادات شفعت مكانتهم لتوفير احتياجات مشافي الوضيع و مودية و لودر ، فعلى الأقل اوقفوا الحرب اللعينة و ادعوا المنظمات الدولية للتدخل و عمل مالم تستطيعوا عمله..
القيادة ليست معارك و نصر و شهداء و سلطة فقط ، بل القيادة هي اخلاق و إنسانية ايضا ... ولكم في إتفاق الحديدة عبرة و مثل..