حكومة الدفع المسبق
هذه المرة الثانية التي يُعين فيها رئيس وزراء "هش"، يعتقد أن استخدام الدفع المسبق سينجح مهامه، غير أن...
عندما نتحدث عن ماوصل إليه اليمن وتحديدًا "الجنوب" اليمني من سيطرة من قبل الإمارات، ومحاولة تركيع الشعب اليمني الجنوبي بطرق خبيثة أقل مايمكنك القول حينها أن الشعب في مرمى أبوظبي. عندما تُنشئ أبوظبي كيانات مضادة للحكومة وتجيش كتائب إعلامية لسد الثغرات التي تظهر إلى العلن وتقوم بمحاربة الحكومة بشتى الوسائل ولا تبالي بمصير الشعب حينها يجب أن توقن أن الشعب في مرمى أبوظبي.
تساءل فقط عن من المتسبب في إيقاف مطار الريان ومنشأة بلحاف، ومن المتحكم بالموانئ اليمنية واي القوات التي تتواجد في المطارات المتاحة، ومن الذي يسيطر على المحافظات الجنوبية المحررة، ستكون الإجابة قوات موالية لأبوظبي.
تساءل فقط عن من يقوم بإعتقال هذا وذاك السياسي او الصحفي او المواطن العادي الذي ينتقد سياسيات أبوظبي في الجنوب اليمني ، ستجد الإجابة واضحة قوات موالية لها".
تسعى أبوظبي إلى إخضاع الشعب بتردي الخدمات، وتردي العملة وتعتبرها شيئاً مربحاً لها، كي تظهر بدور المُنقذ للشعب، كالمواد الغذائية التي تتبعها كتائب من الصحفيين المصورين، والزي المدرسي الذي أعلنت توزيعه للطلبة البُسطاء، والرنج الذي تقوم به والذي تعتبره إنجازاً كبيراً.
عندما ترى المناطقية الرعناء والمناكفات بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي من الجنوبيون، فأعلم أنها بدأت منذُ إنشاء كيان دعمته أبوظبي وعلى إثره باتت مواقع التواصل تشتعل صراعاً بين طرفين جنوبيين كانا يقاتلا في خندق واحد.
نحنُ لسنا بحاجة إلى كل ماتقوم به أبوظبي من مساعدات للبُسطاء، فالبسطاء يريدون تحسن الخدمات، وإعادة العملة على ماكانت عليه، وسيدبرون أمورهم، كما عاشوا وكما فعلوا في السنوات القليلة الماضية قبيل إندلاع الحرب أو بعد إندلاعها بعامين او بعام تقريبًا.
إن كانت هناك نية صادقة في تقديم الدعم فلتدعم البنك المركزي اليمني المفلس، ولتقم بتوفير المشتقات النفطية لليمنيين التي أثقلت كاهلهم، لكنها لن تقوم بفعل كهذا جبار, فالممارسات تلك لاتوحي بذلك إطلاقاً. وإن طال الزمان أو قصر سيعلم الشعب ويفهم أننا نعيش في وضع أشبه بجحيم وحينها لن تنفع تلك الكتائب الإعلامية الممولة.