حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
تنوّعت واختلطت أسباب القتل في عدن ومناطق الجنوب الأخرى رغم أن خطاب كل القوى التي تتشارك ذلك القتل يؤكد التحرير لهذه المناطق ويبشر كل خطاب باحلامه التي ستبحر على متن هذا الجنوب نحو آفاق المستقبل.
ورغم تنوع الدوافع في القتل لدى كل طرف يسعى للاستئثار بهذا الجنوب إلا أن أداة تلك الجرائم وانتماءات ضحايا تلك الجرائم تشير إلى تسيد طرف بعينه لمشهد ذلك القتل !
عندما يكون 90% من الضحايا ينتمون إلى اتجاه بعينه فهذا يؤشر وبوضوح إلى الجهة التي تتبنى القتل وان تلك الجهة تنفذ مخطط لمعركة مستورده لها اهدافها التي تختلف عن المعركة في اليمن وأهدافها، كما أن الأدوات المستخدمة في تنفيذ عمليات القتل تلك ووسائل التنفيذ تؤكد الجهة (الأداة) التي تنفذ تلك العمليات وتؤكد أن لا مشروع واضح لتلك الأدوات سوى الاستمرار في كشوف المصروفات لدى الجهة المتبنية لتلك العمليات والعرابة لتلك المعركة المستوردة.
وتكمن الحلول من وجهة نظري لإيقاف عمليات القتل تلك ولإيقاف عمليات الترهيب ضد أبناء الجنوب الذين يستقلون بوجهات نظرهم ضد المشاريع والمعارك التي تم جلبها من خارج حدود الجنوب خاصة واليمن عامة والتي يريد أصحابها أن يحولونا جميعاً إلى أدوات لتنفيذ تلك المشاريع وإلى وقوداً لتلك المعارك بل انهم قد نجحوا فعلاً في تجنيد البعض الجنوبي تحت شعارات الثورة والتحرير وغيرها من شعارات دغدغة مشاعر المغرر بهم في أن تتحمل «الشرعية» ممثلة بالرئيس هادي، مسؤولياتها التاريخية من خلال حسم أمرها فيما يخص المليشيات التي تنتشر خارج إطار مؤسسات الدولة والتي باتت تشكل امتداداً لـ«البلاك ووتر» وشبيهاتها وباتت متعهدة قتل لصالح من يدفع أكثر ، على الرئيس هادي أن يعلم أن التاريخ لن يرحمه فهو الرئيس الشرعي اتفقنا معه أو اختلفنا ويتحمل وزر معاناة أبناء الشعب جميعهم خصوصا في المناطق المحررة وعلى ذلك فقد منحه الله الحق في حماية رعيته فهو المسؤول عنهم يوم لا ينفع مال ولابنون.
لقد وصل أبناء الجنوب في المناطق المحررة إلى قناعة بأن الدولة لن تستطيع ممارسة مهامها إلا متى ما سيطرت على الأرض جميعها ولن تسيطر على الأرض إلا إذا واجهت المليشيات التي تغلق المناطق في وجه بناء مؤسسات الدولة والتي تعرقل أي جهود لحل المشاكل التي تتعلق بحياة الناس كالكهرباء والماء وتوفير مستلزمات الحياة الضرورية وكذلك ترسيخ دعائم الأمن في هذه المناطق.
ولأن أبناء الجنوب قد أدركوا ذلك من خلال معاناتهم اليومية فإنهم لن يترددوا في الوقوف خلف الرئيس هادي للخلاص من تلك المجاميع وتلك العصابات ولكنهم يستمرون في حالة انتظار حتى يتحرك الرئيس وسوف لن يخذلوه.
وتظل هناك مقومات تساعد على نجاح خطوات الرئيس في معركة القضاء على المليشيات أهمها:
-- التنسيق مع دول «التحالف» وتحييدها وتذكيرها بمهامها الرئيسية في اليمن ومطالبتها بعدم التدخل السلبي في تلك المعركة والانتهاء عن دعم تلك العصابات والجماعات.
-- تنقية الحكومة وجهاز الدولة من الفساد والمفسدين الذين ثبت فسادهم بالدليل واحالتهم إلى القضاء واستبدالهم بمن يستطيع الإسهام في انتصار هذه المعركة في هذه المرحلة.
الكرة في ملعب الرئيس هادي، وشعب الجنوب يقف خلفه، وهو يتحمّل أيضاً المسؤولية إلى جانبه ولن يكون في الطرف الآخر إلا المجاميع القائمة على أسس الصهارة والتبعية وزمالة كشوف الهبات والإعانات والمرتبات، وهي مجاميع تجتمع وتتفرق بنفس السرعة لأن القواسم التي تجمعها ممكن أن تصلها من أي جهة بمعنى أنها مشروع تبعية لمن يدفع أكثر.