حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
(1)
عندما تحدثنا منذ البداية وقلنا أن مليشيات مكون الانتقالي ليست وحدها في الساحة الجنوبية وأن خطاب السيطره ماهو الا خطاب يدخل ضمن خطابات الزيف التي تعبث بعقول المخدوعين من البسطاء والتي رافقت إنشاء هذا الكيان لم نكن نبالغ ولم نكن نتجنى على هذا الكيان الدخيل على الساحة الجنوبية وسائلا ومقاصد !!
(2)
مايحدث في هذه اللحظات الاربعاء 2 ديسمبر 2020م وماحدث بالأمس يؤكد طرحنا وما نذهب إليه فمحافظة عدن وبعض مناطق الجنوب المنكوبة(اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا) تتنازعها مليشيات مناطقية متفرقة الاهداف والوسائل والمقاصد ويديرها ويتبنى استمراريتها ماليا وعسكريا طرفا إقليميا ليس من مصلحته أن تتفق هذه المليشيات على الاقل في هذه المرحلة .!!
(3)
المؤكد اليوم أن هذا التواجد المليشياوي الفوضوي في الجنوب يخدم بعض اطراف الإقليم ويخدم أيضا بعض أطراف وشخوص الشرعية(الموالية للطرف الاقليمي ذاته) الداعم لتلك المليشيات ولهذا ذهبت تلك الأطراف إلى العمل على إيجاد منصات تمنح هذا التواجد المشروعية ، ومايسمى باتفاق الرياض ليس إلا احدى تلك المنصات وذلك للالتفاف على القضية الجنوبية ووأد مشروعيتها وكذلك للتمهيد لعودة بقية المليشيات التي لم يستوعبها مايسمى باتفاق الرياض والتي يعود ولاءها ايضا لذات الطرف الاقليمي ..
(4)
مايفرزه الواقع اليوم من ظواهر يؤكد لنا ان التدخل العربي في اليمن قد تجاوز هدف استعادة الدولة اليمنية وغاص في معارك أهداف أخرى منها إنجاح مشاريع إقليمية بأدوات محلية على الأرض اليمنية ومنها خلق واقع يجعل من اليمن كيان هزيل ومتصارع وغير فاعل في محيطه العربي والاقليمي .
(5)
ومما تظهره معطيات الواقع اليوم هو أن التحالف بضوء أخضر من بعض الاطراف الدولية يسعى للعودة باليمن إلى ماقبل ثورة 11 فبراير 2011م وعودة اطراف المشهد السياسي آنذاك إلى الواجهة باسماء وشخوص جديدة مع منح الحوثي حق الشراكة كعضو جديد ، واستبعاد او تقليص نفوذ بعض الاطراف مما يعني عودة الصراعات إلى نقطة البداية .
(6)
الخلاصة أن الطرف الإقليمي المعطل للحياة برمتها في اليمن شمالا وجنوبا بات مخترقا للساحة السياسية في الشمال من خلال ما يسمى بحراس الجمهورية(اتباع عفاش) ، ومخترقا للساحة الجنوبية من خلال مايسمى بمكون الانتقالي وبقية المليشيات المناطقية( امتداد جمهورية يمن 13 يناير 86م) ، ومخترقا للشرعية من خلال بعض مستشاري الرئيس هادي وبعض الاعضاء الفاعلين في مجلس النواب والحكومة اليمنية وبعض المقربين للرئيس .
(8)
يتبقى أمام التيارات الوطنية بشخوصها ومكوناتها السياسية والاجتماعية ان تلتقي تحت راية واحدة وترفع راية مشروع حماية الوطن واستعادة مؤسسات الدولة ووأد ثقافة الارتزاق والتبعية ، مالم فإن البديل سيكون تحويل اليمن إلى امارات ومحافظات واقاليم تتبع دول التحالف ، هذا إذا ما خدمتنا الظروف وتجاوزت تلك الدول بوادر خلافاتها وصراعاتها التي تلوح في الافق !!
عبدالكريـــم سالم السعدي
2 ديسمبر 2020م