أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
ما كان الولي في أبين و لكن البعض أصر على أقامة المولد فيها و كلفوا من أبنائها ليكونوا الدراويش بلا طريقة.. قُرعت الدفوف و هز الدراويش أجسادهم وحركوا رؤسهم يميناً وشمال... أعلى و أسفل... رددوا ب ( حي ) و بركاتك يا شيخ و مولانا... لم يكن لهم مُريدين و لا طريقة او أتباع... كانوا فقط دراويشاً لأن هناك من أمرهم ان يكونوا كذلك.. أنتهى المولد و خرجوا منه و معاهم أبين كلها بلا حمص... كانت ( القبقبة ) لهم و الفائدة لغيرهم.
منذُ عام و أبين ساحة الصراع و تصفية الحسابات بين قوى النفوذ الأقليمية و الدولية.. و كذلك قوى النفوذ الداخلية بمختلف كياناتها و مكوناتها السياسية و العسكرية.. و كان الأبينيون ك ( الأطرش في الزفة ) او كثيران في الحلبة و ( لو صاحبك ثور ألبس له أحمر).
قمة القهر أنه خلال السنة الماضية من عمر الحرب في أبين أن الأبينييون كانوا ادواتها و نارها و وقودها على الضفتين.. و و الله انني من شهد دفن جثتين في منطقة واحدة و في يوم واحد أحداها جاءت من جهت قوات الإنتقالي و أخرى من جهة قوات الشرعية.. إضافة إلى ان الحرب عطلت مصالح المواطن الأبيني ، فكثير من منظمات الإغاثة و العاملة على مشاريع صحية و تنموية قد عزفت عن ذلك و توقف عملها بسبب الحرب ، كما ان تفرق الأبينيون بين مؤيد او مناصر لهذا او لذاك قد مزق نسيجهم الإجتماعي.. ناهيك عن التهجير القسري لمواطني مناطق الإشتباك..
خلال صراع وحرب العام في أبين فقد كان فيه الأبينيين إماراتيين أكثر من خلفان و جماعته.. و كانوا فيه قطريين أكثر من موزه نفسها.. كانوا سعوديين أكثر من السفير آل جابر و مملكته.. كانوا إنتقاليين أكثر من الزبيدي و إحزمته.. كانوا إصلاحيين أكثر من كرمان و مرشديها.. كانوا مؤتمريين أكثر من سلطان و طارق و حراس جمهوريته.. كانوا إيئتلافيين أكثر من العيسي و رفاقه.. كانوا مع الرئيس وشرعيته رغم إختلاف إنتماءاتهم.. كانوا جنوبيين و كانوا شماليين.. كانوا البيادق و الرصاصة و البنادق... كانوا البوق و الطبل و المذياع و القرطاس و القلم.. كانوا القوة بلا منازع و أُضعفت بتمزقهم و تفرقهم..
حينما ظهر بصيص من الأمل لوقف الحرب في أبين حينها لدى البعض فقد لاحت ساعة الحصاد و تقسيم الكعكة و كان الكل سعداء بتلك اللحظة.. عدا أبين كان حصادها مُر.. فبحسب ما يُنشر من تسريبات لمحاصصات الحقائب الوزارية فقد تنكر الكل لأبين.. تم نفيها او تم رميها و لف حقبتها في عالم الخذلان و النسيان.. لا نصيب لها في حصة المجلس الإنتقالي و كانت خارج حساباته و كذلك الحال للمؤتمر و الإصلاح و إشتراكيوا مسدوس و الأيئتلاف و الناصريون و حتى الرئيس هادي خذلها و يحاول منحها حقيبة الداخلية و لكن إصراره على حصرها في أسماء معينة يؤكد انه لم يكن إهتمام منه بأبين بقدر إهتمامه بإستمرارية المماحكات السياسية مع بعض الأطراف الأخرى ، فأبين عدد سكانها أكثر من 600 نسمة و أسم ، مع أحترامنا لأسماء الرئيس المقترحة..
لم يتم بعد إعلان حكومة ( الكعكة ) و اتمنى ان يُخيب ظني و ان تكون أبين محل إعتبار لدى الجميع و يتم مراعاة وضعها و ما عانته و ليعلم القاص و الدان ان الخاسر عاجلاً او آجلاً هو من سيتجاهل أبين.. فهي أبين و تعرفون..
أتمنى على قيادات و مشائخ أبين ان تكون حرب السنة درساً و عوه و سيتداركوه مستقبلاً و ان يكون صالح أبين و مواطنيها فوق كل إعتبار لا ان يتم الزج بها و بهم لمصالح سياسية و خاصة لهذا او لذاك..
من وجعي على أبين كتبت و سأظل أكتب.. و قد تكون الحقيقة مُرة لكن الأمر منها هو عدم قولها او مجاراتها..