أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
في العام 1994م أعلن محمد علي احمد إنضمامه للقوات الجنوبية التي أعلنت الإنفصال... شارك بن على في تلك الحرب و كان يقود معارك جبهة دوفس و ظل مقاتلا هناك حتى نهايتها و هزيمتهم على يد قوات صالح..
و في العام 2013م أعلن بن علي مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني و ترأُس فريق شعب الجنوب فيه.. و برر ذلك بأنه سيحاول تحقيق نتائج لم تحققها حرب 94م و إعتصامات و فعاليات الحراك بعدها مقارنة بخسائرها بمقتل الشباب و زجهم السجون..
في الجانب الحقوقي حقق بن علي نتائج بالفعل في مشاركته تلك ، أذ أستصدر قرارات بشأن المطالب الحقوقية للجنوبيين المسرحين من وظائفهم العسكرية و المدنية و تسوية أوضاعهم و تعويض أصحاب الأراضي التي نُهبت بعد حرب 94م و جملة أخرى من القرارات و التي عرفت بالنقاط العشرين..
و على الرغم من أن بن علي حقق بعض النتائج السياسية كالتعريف بالقضية الجنوبية ، مستغلا الحضور السياسي و الإعلامي العربي و العالمي في فعاليات الحوار و الترويج لها ، الا انه أخفق في منتصف الطريق لعدم قبول الحكومة بتحديد سقف للحوار في القضية الجنوبية و عدم قبولها بشقيها الحقوقي و السياسي.. حيث طالب بن علي الإعلان عن موقف صريح و مزمن بشان إستقلال الجنوب و هو الأمر الذي رفضته الحكومة و النخب و الأحزاب و المكونات الشمالية التابعة لها ، لهذا أعلن مغادرته ذلك الحوار..
دون خسائر و إعتقالات و دون إراقة دماء للجنوبيين حقق بن علي نتائج ليست بالهينة الا أنه رفض ان يستمر في مجاراتهم مالم يكن هناك إعلان واضح و صريح بشأن الموقف النهائي بشأن فك الإرتباط و إستقلال الجنوب..
بعد أحداث أغسطس 2019م و بعد معاناة و خسائر مادية و بشرية ، وصل إلى طاولة حوار الرياض فريق المجلس الإنتقالي برئاسة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ، و بالرغم من الإمكانيات و أوراق الضغط المتوفرة ، كالدعم اللوجبستي الإماراتي و وجود عتاد و قوات عسكرية على الأرض ، الا ان نتائج حوار الرياض لا تبعد كثيراً عن ما حققه فريق بن علي في حوار صنعاء ، و على الأقل فإن بن علي كان شجاعا و أوقف الرحلة في منتصف الطريق.. و نسفت الحرب بعد ذلك ما كان قد تم تحقيقه..
غادر بن علي حوار صنعاء لأنه لم يستطع إنتزاع موقف و وقت محددين بشأن إعلان فك الأرتباط .. فهل حصل عليهما وفد الزبيدي في حوار الرياض ؟!
دعونا من حكاية إنتزاع حق المشاركة في مفاوضات الحل النهائي ، فتلك لم ننتظر كثيرا لكشف عورتها ، فمع أول زيارة لجريفيت لعدن لاحظنا كم من المناشدات و الأستجداءات لقيادات المجلس لإشراكهم كوفد مستغل فيها.. لأنهم أدركوا ان إتفاق الرياض سيحتم عليهم المشاركة ضمن وفد الحكومة التي أصبحوا جزء منها ، مثلهم مثل ياسين مكاوي الذي بأسم الحراك الجنوبي في المفاوضات مع الحوثيين بشأن الحديدة..
مالم يكن المجلس الإنتقالي قد أجتاز بنا منتصف الطريق نحو باب اليمن فعلياً ، فعلى الأقل وجب عليه تنبيهنا لنحزم أمرنا و متاعنا حال قررنا إتمام الرحلة معه..