أكتوبر يا عيد الثورة
لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...
برفقة بعضٍ من الزملاء ، تشرفت بحضور لقاء مفتوح مع الإعلاميين عقدته إدارتي مكتب الصحة في م/لودر ممثلة بمديرها الدكتور محمد مزاحم و إدارة مستشفى لودر بقيادة الدكتور نبيل الكازمي..
في اللقاء تحدث مسؤلا الصحة للإعلاميين عن كل الجوانب المتعلقة بعمل مكتب الصحة و مستشفى لودر ، كانت الصراحة و الشفافية سمة الحديث و كانت لغة الأرقام حاضرة و بقوة ، بما في ذلك المتواليات و العمليات الحسابية الخاصة بموازنة و إيرادت المستشفى و كيفية إنفاقها.. و يعتبر ذلك بادرة و حدثاً إستثنائياً كون ذلك من الأمور التي لم يخض فيها أي مسؤول حكومياً من سابق..
رغم الظروف المحبطة و المناخ العام في البلد من حروب و صراعات و تجاذبات سياسية ، ورغم الغياب الشبه تام للدولة و مقوماتها ، الا ان إدارة الصحة تحقق نجاح و تلك حقيقة لا يمكن تغافلها..
بتذكر أنه قبل سنوات خلت و في ظل وجود الدولة و مقوماتها و مؤسساتها أبان نظام صالح ، الاّ انه كان هناك إخفاق و إهمال شبه تام لحق بالقطاع الصحي و خاصة تدهور الخدمات الصحية المقدمة من قبل المستشفى ، حتى انها مرت فترة عزف المواطن فيها عن الذهاب للتطبب هناك ، ففي حالات الولادة كان المواطن يذهب إلى منزل قابلة خاصة في المدينة لا زلت أتذكرها ، و ان أضطر احد للذهاب إلى المستشفى فيجب ان يكون ذلك في فترة الصباح فالعمل يتوقف بعد ذلك ، و حتى ان وجدت طبيباً فلن تجد الا (روشتة) العلاج ، فالفحوصات بمختبر رويس او الشبيلي و الأشعة عند أقبال و ان تطلب الأمر ترقيد لمريض فمعانته ستكون أشد من المرض ذاته ، فلا حمامات نظيفة و أن وجدت فلن تجد الماء ، كما أن إنقطاع الكهرباء يضاعف من تلك المعاناة..
اليوم ستجد المستشفى مفتوح على مدار الساعة.. طوارئ.. تمريض.. و لادة.. أطباء مناوبون، مختبر، أشعة، صيدلية، نظافة، ماء، كهرباء و خدمة صحية متوفرة بحسب الإمكانيات المتاحة.. و إجمالا هذا ما يهم المواطن و لا تهمه أية أمور أخرى..
كان الأجمل في اللقاء الكلمة الإفتتاحية لمدير عام المديرية و التي وجهها للإعلاميين ، و التي أشار فيها أنه لا يستطيع تكتيم الأفواه أو منع إنتقادات الإعلام ، لكن يجب أن يكون النقد بناء و موضوعي و هادف للمصلحة العامة و بعيدا عن المصالح الشخصية او السياسية و الحزبية.. كانت تلك موجز قصير و مغتضب من قبله لكنها تعد قاعدة إساسية للعمل الإعلامي و رسالته.. حقيقة رغم إختلافي و تبايني في بعض وجهات النظر مع شخص الإستاذ عوض علي الا أني أحترم هذا الرجل رغم ذلك..
رسالتي للزملاء الإعلاميين : مثلما نجلد و ننتقد السلبيات ، فيجب علينا أيضا ان نظهر الإيجابيات لأي مسؤول او لأي إدارة و ان نوازن مابين ذلك..