الجنوب في المبادرة السعودية

في اعتقادي ان الحديث عن خطر المبادرة السعودية على الشرعية الذي يتقاذفه البعض الجنوبي محتفيا هو حديثا يفتقد للواقعية ، فالشرعية  تمثل القارب الآمن الذي تبحر على متنه دول التحالف للنجاة من جرائم الحرب المرتكبة خلال ست سنوات وستبقى الشرعية مابقيت دول التحالف وكذلك بعد خروجها من اليمن .. 

وأرى أن ظهور المبادرة السعودية في هذا التوقيت وبهذه البنود هي رسالة تحاكي المجتمع الدولي بدرجة رئيسية ولاتكترث كثيرا بمحاكاة الداخل المحلي إلا بالقدر الذي يوفر لها امكانات إقامة الحُجة على بعض اطرافه أمام العالم الذي بات يراقب الوضع في اليمن باهتمام بالغ .. 

 فيما يخص الجنوب وقضيته اكدت المبادرة ان الجنوب مازال بعيدا عن واجهة الاهتمام الاقليمي وانه إلى الان ليس لاعبا رئيسيا واعتقد أن ذلك عائدا في المقام الاول إلى ضعف الحضور السياسي الجنوبي الايجابي والفاعل والناتج عن صراعات الجنوبيين البينية ..

وبما ان المبادرة السعودية  قائمة أساسا على مرجعيات  القرار الدولي 2216  (المبادرة الخليجية والياتها ومخرجات الحوار الوطني) وهي ذاتها المرجعيات التي قام عليها اتفاق ستوكهولم وايضا ماسمي باتفاق الرياض فمن الطبيعي ان تبقى القضية الجنوبية غائبة ..

 ايا كانت درجات الاتفاق والقبول لهذه المبادرة فإن الجنوب سيحتاج إلى فعل سياسي كبير ليضع حدا للصراعات الجنوبية البينية حتى لايستمر طرفا ملحقا بالاطراف الرئيسية كما حدث في ماسمي باتفاق الرياض وحتى لايستمر غائبا عن الواجهة كما اظهرته المبادرة السعودية .

             عبدالكريم سالم السعدي
                 23 مارس 2021م

مقالات الكاتب