حكومة الدفع المسبق
هذه المرة الثانية التي يُعين فيها رئيس وزراء "هش"، يعتقد أن استخدام الدفع المسبق سينجح مهامه، غير أن...
يسعى الإنتقالي منذُ أيّام إلى إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر لكن ليس لديه القدرة على الحسم عسكريًا لأن الأوامر لديه هكذا من «أبوظبي»، فيدفع بالشعب إلى الواجهة كي يبرر إسقاطها بالغضب الشعبي وذلك بحجة الفساد.. وفي العيون والقلوب حقيقة لم يدركها المُغرر بهم تدعى «السلطة»، مقابل هراء
«استعادة الجنوب».
لدى أبوظبي عقدة من الحكومة ولدى الأخيرة عقدة من الأولى بسبب خلافات سابقة على «السيادة» وتقويض مساع الحكومة، وهو ما أفضى إلى إستخدام أداة محلية، للقيام بدورها في محاربة الحكومة، بشتى الوسائل.
من يدفع مئات الآلاف من الريالات للمواقع والصحف «الممولة»، من أجل محاربة الحكومة، يمارس الفساد ويجب أن يبدأ بنفسه أولًا، قبل أن يقود انتفاضة ضد الفساد.
قد يأتي هذا التصعيد ، لحرف مسار التظاهرات المناوئة للتحالف، وقد يأتي أيضاً للسيطرة على ماتبقى من الجنوب وهي العاصمة المؤقتة «عدن»، التي لاتزال للشرعية يد فيها على غرار بقية المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة القوات الموالية، لكن المملكة السعودية التي تدعم الحكومة في أعتقادي لن تسمح بأي إنقلاب مماثل لإنقلاب الحوثيين في صنعاء، والأيام ستبين ذلك.
ثمة شيء يجب أنّ نقر به، وهو أن الجنوب بات ساحة «لصراع الأدوات الجنوبية الجنوبية»، وكلً من الأدوات يرى نفسه خاطئ، لكن مال الدولة التي ينفذ أجندتها للوصول إلى السلطة عبره يجبره على فعل شيء ليس مقتعناً به، مع الإقرار بان الأزمة الخليجية أضرت كثيرًا بالجنوب.