حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
دعونا ننظر الى الصورة الكاملة التي تشكلت في الجنوب بعد سيطرة الانتقالي المدعومة من الخارج ثم نحاول الاجابة على هذا السؤال.
❍ اولا:
السيطرة الجغرافية على الجنوب
بعد أن مكن الدعم الخارجي اللامحدود الانتقالي من بسط نفوذه على طول المساحة الممتدة من عدن إلى شبوة تقلصت مساحة نفوذه بعد إعلان نفيره الثاني فخسر محافظة شبوة و معظم مناطق محافظة أبين و أصبحت خارج نطاق سيطرته و لم تنتج محاولاته لإعادة نفوذه على هذه المناطق سوى المزيد من الخسائر في الافراد و المعدات.
❍ثانيا :
أداء الانتقالي في إدارة مناطق نفوذه
فشل الإنتقالي بشكل واضح في إدارة المناطق التي بسط نفوذه عليها وأصبحت من أسوأ المناطق في الإدارة و تفاقم فيها الفساد و سوء استخدام السلطة..
و في ظل سيطرته مارست اجهزته الأمنية و العسكرية البسط على الاراضي و الممتلكات العامة ثم تجاوزتها إلى الممتلكات الخاصة كما مارست الابتزاز و العنف بحق التجار و المستثمرين مما تسبب في نزوحهم من مناطق نفوذ الانتقالي ، و أدى هذا الأمر إلى حرمان هذه المناطق من فرص استثمارية كبيرة و حرمان الشباب من فرص عمل نتيجة هروب الإستثمار الذي يأس من إمكانية إصلاح الأجهزة القائمة و على رأسها الجهاز الامني.
و كانت تجربة منع اللواء الحامدي من ممارسة مهامه قد بددت كل أمل في إصلاح أوضاع الأمن ، و المعروف عن الحامدي أنه شخصية أمنية نزيهة ومجربة و قد شكل منعه من ممارسة مهامه دليل واضح على النهج السياسي المتزمت الذي يعرقل الإصلاحات الملحة و قدم دليل واضح على أن الإنتقالي غير منفتح أمام الآخر الجنوبي , و هذا الأمر أبرز بكل جلاء التناقض بين الشعارات التي يرفعها الإنتقالي و ممارساته التي تمزق اللحمة الجنوبية.
❍ ثالثا :
الاداء السياسي
شكل الأداء السياسي الضعيف و المتقلب للانتقالي إحراجا كبيرا له أمام جمهوره حتى أن جهازه الإعلامي المتمرس على التبرير قد فشل في إقناع جمهوره الخاص بانجازات المجلس السياسية التي لم تتجاوز منذ نشأته الحصول على حفنه من الكراسي الوزارية في حكومة المحاصصة.
❍ رابعا :
إضعاف اللحمة الوطنية الجنوبية
الصراع الجنوبي الجنوبي الذي اذكاه الإنتقالي كشف عن عبثية هذه السياسة التي اضعفت اللحمة الوطنية الجنوبية حيث أنه و لأول مرة بعد انطلاق الحراك الجنوبي يتواجه الجنوبيون مع بعضهم البعض في صراع مسلح.
و من مفارقات الأقدار أن بعض القوى العسكرية التي زج بها الإنتقالي في صراعه العبثي قد أصبحت اليوم على قارعة الطريق تحرق الإطارات احتجاجا على قطع المرتبات ، كما حدث في البريقا من قبل أفراد يتبعون لواء الشهيد أبو اليمامة المحتجين على قطع مرتباتهم منذ 8 أشهر ، بينما قادة الإنتقالي ينعمون بمزاياهم المالية الجزيلة و هم اما في الخارج و اما على كراسي الوزارة التي كسبوها بعد جولات الصراع التي خاضها الأفراد المغرر بهم القابعين على قارعة الطريق احتجاجا على قطع رواتبهم.
اما الأجهزة الأمنية التي ما زالت تتمتع بالدعم حتى الآن ففد طالت ممارساتها المنفلته و الخارجة عن مسار القانون ناشطين سياسيبن جنوبيين و شخصيات اجتماعية جنوببة كما حدث في الأسبوع الماضي عندما داهم أفراد يتبعون قوات العاصفة منزل الأكاديمي المعروف د. خالد الجرادي.
بعد كل هذا العبث الواضح الا يخجلون من إخراج السنتهم بالصراخ مرددين انهم الأوصياء الحصريون و المفوضون الوحيدون للشعب الجنوبي.!!!
إذا كسب الإنتقالي بعض النقاط من الشرعية الفاسدة المنهكة و المفككة فإنه حتما لن يكسب ثقة الشعب الجنوبي بعد كل ما عاناه و هو يشارك الشرعية في إذاقة الشعب الجنوبي ويلات العذاب ، بيد أن الشرعية تختلف عن الإنتقالي في أنها لم تدعي في يوم من الأيام انها الممثل الوحيد للجنوب كما يفعل الانتقالي..!!
(( طرح يحمل توقيعي وهو ليس لي يمثل صورة قبيحة من صور المأساة التي يعيشها الجنوب اليوم في ظل سيطرة المليشيات القروية التي تنتهك كل المحرمات أمام شرعية مستكينة عاجزة وتحالف متخاذل حاقد وغير أمين ))
عبدالكريم سالم السعدي