عدن بحاجة لتفعيل مؤسسات الدولة يامحافظ؟!
كنت في مجلس محافظ عدن احمد لملس بجولدمور، العام الماضي تقريبا، ولأول مرة يومها برفقة صديق شبوا...
الجريمة الأكثر قهرا ومرارة، من كل هذا العذاب الجماعي الممنهج لسكان عدن، خروج مسؤوليها، بتصريحات سخيفة ومزاعم مخجلة، تكشف إحدى خيارين
الأول:مدى استغفالهم للاخرين واستغبائهم لعقلية شعبهم الجنوبي المنكوب بكل الأزمات والكوارث والمآسي التي تواجهه اليوم بعهد ادارتهم الميمونة،وانكار الحقيقة.
والثاني:فضيحة جهلهم الصادم بحقيقة مشكلة الكهرباء بعدن ودوافع هذا العقاب السياسي المدرس بعناية اجرامية محكمة على أهلها الضحايا.
وبالتالي فهم يغردون بجهل تطبيلي مبتذل،لجهلهم أنفسهم بحقيقة الأمور ومحاولتهم إقناع الناس المنكوبين بوجود جهود وطنية جبارة يبذلها - من يفترض أنه رجل عدن الأول - لاسعادهم، بساعة كهرباء باليوم، لم تعد تكفى حتى لشحن بطارية الجوال.
والصدمة الأكبر،في اعتقادي أيضا، أن سعادة المحافظ، مقتنع ومصدق لهذا التطبيل المسيء له شخصيا،قبل غيره ومن يمثلهم كمحافظ انتقالي للعاصمة الجنوبية الغارقة اليوم فى مستنقع أزمات خدمية غير مسبوقة في تاريخها الحديث.
بل أنه قد يكون أيضا، مع الأسف، مقتنع بأنه يقوم بدوره الوطني وكل مايجب عليه كمحافط، ويعيش الدور النرجسي إعلاميا بلقاء فلان وزيارة علان والتوجيه بإيقاف هذا وتغيير ذاك وتفقد العمل هنا والإشادة بأداء مؤسسة هناك وغيرها من أخبار (زار ووجه وأعلن وأكد، واشاد.. الخ) ويعتبر أن كل هذا الهراء الفاضي عديم القيمة، إنجازات وطنية تستحق التباهي الإعلامي بها، ونشرها في كل وسائل الإعلام وشبكات التواصل،دون حياء من واقع سوداوي صادم تعيشه عدن أوخجل من جهله لمن يقف حقيقة خلف كل هذه الحرب العقابية الجماعية المفروضة على أهالي عدن، نكاية به ومن أوصله قسريا إلى منصبه الذي أصبح أقرب للوهم من الحقيقة، وذلك بدلا من خروجه المفترض على الناس بتصريح مسؤول جاد وشجاع، يخبرهم فيه بحقيقة مايحصل لهم من حصار مدروس وحرب خدماتية ممنهجة من كل الجهات الضالعة فيها دون خوف او خجل ومواربة، حتى يضع الشعب - على الأقل- في صورة الواقع القائم ويدع لهم بعدها فرصة التصرف المتاح أمامهم وممارسة مختلف أنواع الضغط الشعبي، على حكومة لصوص المنفى الهاربة خارج البلاد، وتحالف الخذلان المتهرب من كل التزاماته الملزمة، تجاه ضرورة القيام بكل واجباتهم الإنسانية والوطنية والقانونية والاخلاقية تجاه شعب منكوب بأكبر مجاعة بالعالم، ويعاني كل الويلات، بفعل الحصار وويلات الحرب والغلاء الفاحش وغياب الخدمات وقطع المرتبات عنه، دون ذنب، ولا ناقة له أو جمل، غير تدفيعه ظلما وجورا، ثمن خلافات الأدوات وصراع تجار الحروب، على تقاسم ماتبقى من فتات مكاسب ومصالح وطنه الذبيح، بعد أن خانه وباعه وغدر به كل ساسته اللئام، حينما انتهوا من امتصاصه عقود من الزمن، حتى تركوه اليوم عضما دون لحم يكابد كل مرارات الواقع القاتم الذي يعيشه بكل سوداوية النكبات المتكالبة بكل ويلات الدمار، على من تبقى من شعبه المشتت موتا وجوعا ومرضا وحصارا.. وكان الله في عونه.