حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
السلام في اليمن يبدو بعيد المنال سواء في الشمال أو الجنوب على حد سواء، حيث زادت حدة الخلافات بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد بيان جمعيته الوطنية، وإعلانه تعليق مشاركته في اتفاق الرياض.
لماذا يحاول طرفا الصراع في الجنوب اليمني الهروب من اتفاق الرياض.. وهل كان بيان الجمعية الوطنية إنذارا بما هو قادم؟.
بداية يرى رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم السعدي، أن بيان الجمعية الوطنية لمكون الانتقالي لم يأت بجديد، خصوصا فيما يخص القضية الجنوبية وخطة عمل المجلس وغيرها من المهام المناطة عادة بالجمعيات التشريعية، وركزت في مجمل قراراتها على الجانب التنظيمي في إطار مكون الانتقالي والجمعية الوطنية.
بيان الجمعية الوطنية
وأضاف السعدي في حديثه لـ"سبوتنيك" عندما قرأت بيان الجمعية، تذكرت بيانات المنظمات القاعدية للحزب الاشتراكي الذي حكم الجنوب قبل توقيع اتفاق الوحدة اليمنية(1990)، من حيث التركيز على جوانب الشحن والتعبئة والترويج لتلك الأحزاب وسياساتها، إضافة إلى تبني مفردات خطاب الأماني المحصورة في "ماذا يجب أن يكون" والابتعاد عن الخطاب العملي " ما هي قرارات وخطط العمل على الواقع ".
وتابع لم أكن أتوقع الكثير من بيان جمعية "الانتقالي" الوطنية، لأنني أعرف أنهم قد وضعوا أنفسهم في موضع رد الفعل وليس الفعل، خصوصا بعد توقيع ماسمي باتفاق الرياض، وبالتالي لم أندهش لخروج البيان بصيغته الانشائية التي لولا غياب باب "النقد والنقد الذاتي"، لظننت أنني أمام بيان من بيانات إحدى المنظمات القاعدية الحزبية أو من بيانات اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.
واعتبر أن الجمعية لم تتمخض عن توصيات تستحق الإشارة إليها، فكل ما ورد في التوصيات هو عبارة عن تكرار للخطاب الجنوبي الشعبوي، الذي تمتلىء به وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية.
وأشار رئيس تجمع القوى المدنية إلى أن ما لفت نظره في البيان، هو توصية الجمعية في الفقرة الثانية تقريبا، والتي أوصت فيها قيادتها بإعداد مشروع حل الدولتين لتقديمه إلى المجتمع الدولي، مضيفا "تساءلت كغيري على ماذا كان يحاور الانتقالي الشرعية، وعلى ماذا كان يلتقي الأطراف المهتمة، طالما أنه وحتى الآن لم يعد مشروعا وهدفا لجهوده وتوجهاته".
صعوبات داخلية
وأوضح من خلال "البيان الفارغ من المضمون"، أن الإخوة في مكون "الانتقالي" يواجهون صعوبات على المستوى التنظيمي الداخلي، وهذا ما ظهر من خلال التصريحات والبيانات المتضاربة، التي صدرت قبل انعقاد الجمعية عن أحمد بن بريك رئيس الجمعية، وغيره من قيادة "الانتقالي".
وأضاف أن تلك التصريحات أشارت إلى التذمر من اتفاق الرياض، ووصفته بأنه "غلطة" يجب تصحيحها، بل إن بن بريك قد وصف الاتفاق نصا في أحد تصريحاته بقوله: إن الانتقالي " أكلها باتفاق الرياض"، وهي جملة تعبر عن الوقوع في المحظور.
اتفاق الرياض
وأكد السعدي على تعليق "الانتقالي" مشاركته في مفاوضات اتفاق الرياض معتبرا أنه "لا علاقة له بالسبب الذي يردده ويعلنه إعلام مكون الانتقالي، والمتمثل بتوقيف بعض أعضائه في محافظة شبوة على خلفية أمنية".
ومضى مستدركا "بل ان السبب من وجهة نظري هو أن الانتقالي فعلا قد وقع في المحظور الذي أشار إليه رئيس جمعيتهم الوطنية، وغيره من القيادات والأعضاء، وأن الانتقالي قد بدأ محاولة الفكاك من هذا الاتفاق الذي دفعته إليه أحلامه ورغباته في محاولة تصدر المشهد الجنوبي بأي ثمن، ودون أدنى حسابات تقيه شر الوقوع في مخطط القوى المقابلة، التي استغلت تلك الرغبة المسيطرة على بعض عقليات شخوص الانتقالي واستدرجتهم إلى ما سمي باتفاق الرياض"