حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
لكي تعرف واقع الجنوب المزري اليوم عليك بمتابعة ردود الافعال الجنوبية تجاه حديث دولة الرئيس المهندس حيدر العطاس لقناة العربية في جزءها الأول وحالة الاسفاف والسقوط التي حملتها ردود البعض تجاه هذا الحديث والتي لم تستثني المتحدث ..
تابعت الجزء الاول من حديث السيد العطاس ولم اجد مبرر للهجوم الذي يتعرض له الرجل فالرجل يسرد تاريخ وهو لايستنتج ولايتحدث عن اشياء شهدتها مرحلة كان فيها مستمع بل ان الرجل كان مشاركا فيها وصانعا لها وهو يعد من أهم الشهود على مراحل سير الصراع في الجنوب ومازال يشكل حضور فاعل حتى اليوم كشاهد على استمرار ذلك الصراع !!
بغض النظر عن قبولنا او رفضنا لما يطرحه السيد العطاس فإن الرجل لايتحدث عن اشياء جديدة بل تحدث عن مواضيع واحداث تم تداولها وحقائق تم سردها في اطروحات آخرين سبقوه عاشوا تلك المراحل بل أن أهم مايؤكد صحة بعض الأحداث التي سردها الرجل يتجسد في حالنا اليوم في الجنوب والسلوك الذي تمارسه جينات الفصيل المعطل الكامنة في تراكيب أتباع وورثة ذلك الفصيل النفسية حتى اليوم !!
تحدث الرئيس علي ناصر محمد في مذكراته التي لم يسعفني الوقت للاطلاع عليها حتى اللحظة ، وتحدث اليوم دولة الرئيس حيدر العطاس وهما في اعتقادي يمثلان جزء من التيار العقلاني والمعتدل في صراع المراحل السابقة ، فلماذا يغيب حديث الطرف الآخر أين حديث محسن الشرجبي واين حديث عبدالفتاح اسماعيل ، وحديث علي البيض ، واين حديث محمد مسدوس ، وحديث شائع ، وعنتر ، وغيرهم من شخوص الطرف الآخر لماذا لا يتحدث الأحياء منهم او ورثة تاريخ الاموات منهم ؟؟
الغريب انني وانا اتابع ردود الافعال تجاه حديث الرجل والتي رأيت إنها كانت متشددة ومبالغة في الاستنكار لمست أن البعض تقريبا كان يعبر فيها عن امتعاضه لتوقيت الحديث أكثر من رفضه لما حمله الحديث من حقائق قد تكون اسقطت اخر ورقة تستر عورته السياسية كما لاحظت أيضآ أن الخطوط الحمراء المناطقية اعلنت حضورها بقوة في مقابل غياب الخطوط الحمراء الوطنية كليا تقريبا وهذا بحد ذاته صبّ في مصلحة حديث العطاس وأكد صحته !!
ستكون لنا وقفات تفصيلية قادمة بإذن الله مع تفاصيل ما اورده دولة الرئيس العطاس في الجزء الأول من مقابلته التي اعتبرها إضافة للتاريخ الجنوبي يجب أن تنال الاهتمام الذي يليق بتاريخ الجنوب ، وأتمنى ان يستمر الرئيس العطاس في متابعة حديثه التاريخي الهام وذلك لحاجة أجيال الجنوب الماسة في معرفة تأثير نتائج أحداث وسلوكيات الأمس وارتباطها الوثيق بما يعصف بهم وبمستقبلهم اليوم ..
عبدالكريم سالم السعدي
21 أغسطس 2021م