حسابات الاقليم بشان اليمن
حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...
(1)
من محافظة شبوة ستتوالى خطوات استعادة الوطن ومعه ستعود الكرامة ففي شبوة ترتسم صورة الجنوب الإيجابي الداعي إلى الحياة وليس الجنوب السلبي المحشور في زوايا المناطقية المظلمة الذاهبة إلى التناحر على متن خطاب التخوين وفكر الإلغاء وثقافة التسابق على الصدارة .
(2)
تصريحات محافظ شبوة بن عديو الأخيرة كانت واضحة وحاملة لبشائر كبيرة يستشفها الحالمون بغدٍ مٌشرق تتوارى فيه شمس التبعية والخنوع وتشرق فيه شمس الكرامة والحرية واستعادة الحق وسيكون لتصريحات بن عديو مابعدها وعلى أحرار شبوة والجنوب ان يلتفوا حول الرجل وان يلتحقوا بقوام لجنة تنسيق الحشد الشعبي لينهوا الفصل الاخير من معركة تحرير شبوة من ربق التطفل الاقليمي .
(3)
منشأة بالحاف صرح اقتصادي وطني وهو أحد أهم شرايين عودة الحياة للجنوب خاصة واليمن بشكل عام ولهذا يصر البعض على تعطيل عمل هذا الشريان الحيوي لتبقى البلاد واهلها في حالة موت سريري يتحكم بها إخوة السوء في الإقليم من ناحية ، ولتحويل هذه المنشأة إلى وكر لتفريخ الإرهاب وادواته الخادمة لاطراف التحالف ، ولا حل إلا من خلال دعم لجنة الحشد شعبي لتجاوز عجز الشرعية ومواجه خيانة شبكات التجسس والمليشيات العميلة في صنعاء وعدن وتحرير هذه المنشأة .
(4)
قلناها منذ البداية أنه إذا كان هناك من شكر يوجه لدولة الإمارات فإن هذا الشكر يرتبط بحالة واحدة فقط وهي أنها قد اسهمت بتحسين الحالة المعيشية لفئة (جنوبية -- شمالية ) محددة ومُختارة من قبلها ، وحسنّت من اوضاعها المالية وما دون ذلك فليس هناك شكر تستحقه الإمارات إذا ما قورنت سلبياتها بايجابياتها في عدن والجنوب واليمن عامة !
(5)
لو ان حُسن النوايا توفرت مع مئات الملايين من الدولارات التي ضختها الإمارات على ادواتها وعملائها في الجنوب لكان بإمكانها تحويل عدن إلى عروس ولكانت أعادت لها وجهها المشرق ودورها التاريخي الهام ولكن النوايا الحسنة غابت فذهبت تلك الملايين إلى اسباب تدمير لما تبقى من عدن والجنوب .
(6)
تحولت ملايين الإمارات إلى لعنة حولت عدن وضواحيها إلى ما دون القرية وخلقت جيش من اللصوص وقطاع الطرق وشيوخ المنصر وقسمّت المجتمع إلى فرق متخاصمة ومتقاتلة وانتجت أُمراء الحرب وزعماء العصابات المناطقية وخلقت جيش من ابواق الكذب والتزييف واختطفت العقول بمقابل وحولتها إلى ماكنات ضخ كلامية تسبح بحمدها وتمجد ادواتها واعادت قضية الجنوب إلى نقطة الصفر !!
(7)
اليوم بعد ان ولىّ سادة تلك الأدوات وجوههم شطر مصالحهم وذهب بعضهم ليرتمي في احضان خصومه بات على الجنوبيين وفقا لثقافة تحليل اللقمة من قبل البعض الجنوبي(المستثمر للثورة وتضحياتها) أن يتعاطوا مع خطاب جديد يتماهى مع إفرازات تلك الاحضان والانتكاسات والتراجعات من خلال لجان تتخذ من الحوار مُسمى وتمارس ثقافة وسياسة الاستقطاب في مشهد هزلي يحاول مواكبة الانتكاسات السياسية للسادة الإقليميين !!
(8)
عندما يُسرق إرث الثورات وتتحول مشاريع وأهداف التحرر الوطنية إلى مجرد مشاريع صناعة رؤساء وحكام فإن لجان الاستقطاب في مثل هذه الأوضاع وإن تقمصت جلباب لجان الحوار تصبح للأسف مجرد ادوات قٍوادة سياسية يصب ريع قذارتها في خانة تكريس الديكتاتوريات على حساب حرية الاوطان واستقلاليتها واستقرارها .
(9)
في عالم السياسة ليس هناك قاعدة تقول (اتبعني حتى استلم مقاليد الأمور وامتلك اسباب القوة وسأنصفك حينها ) وهي القاعدة المتطفلة على السياسة والتى ابتكرتها بعض العقول المترهلة لبعض دُعاة الفكر الجنوبي وتلوكها السن العوام وانصاف الساسة دون وعي ولا ادراك ولا حتى فصل بين الموضوعي والذاتي والعقلانية والعاطفة !!
(10)
في لغة السياسة هناك مصالح يحاول كل طرف تحقيقها في مضمار معاركه السياسية ، وكان الأجدر بالمطبلين والمصفقين والمُلزمون بدعم قرارات تشكيل لجان الاستقطاب الجنوبية قبل أن يحرجوا انفسهم أن يدركوا هذه الحقيقة جيدا ويعوا أن القوى الجنوبية المستهدفة بهذه الدعوات لايمكن لها بأي حال من الأحوال ان تسمح لأي مكون أن يحقق مكاسب سياسية مجانية على حسابها !!
( الحوار الجنوبي بمفهومه الحقيقي وغير المُشوُه هو الطريق إلى الخروج من نفق الخلاف والضامن الحقيقي لدرء خيارات الصدام ) ..
عبدالكريم سالم السعدي
2 سبتمبر 2021 م